إقتصادتقارير وحوارات

من خلف الكواليس.. إدارة ترامب تضع عينها على النفط الليبي

قالت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية، إنه في الوقت الذي ستبدأ الأسواق العالمية خسارة النفط الإيراني بفعل العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فإن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تضع عينها على النفط الليبي، خاصة أن خسارة الأسواق النفطية للنفط الإيراني قد تشكّل مكسباً لليبيا.

وتكشف الصحيفة الأمريكية أنه في الوقت الذي عانت فيه ليبيا حصاراً نفطياً بسبب المعارك والخلافات، خسرت الأسواق النفطية قرابة 850 ألف برميل نفط يومياً.

وبيَّنت أن إدارة ترامب، ومن وراء الكواليس، بدأت منذ الشهر الماضي، الضغط على قادة المليشيات الرئيسية في ليبيا والمسؤولين الحكوميين والتنفيذيين العاملين في مجال النفط للتعاون أو مواجهة عواقب وخيمة.

مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية امتنعوا عن التعليق على تلك الأنباء أو إعطاء تفاصيل جديدة، مؤكّدين حساسية الوضع في ليبيا، بحسب “واشنطن تايمز”.

وتعاني ليبيا العديد من المشاكل والعقبات بسبب اقتتال المليشيات المسلَّحة ووجود حكومات متنافسة بين الشطر الغربي والشرقي من البلاد، منذ ثورة 2011 التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي، ومقتله فيما بعد.

ومن خلال الأمم المتحدة وعدد من الحلفاء الأوروبيين، قدَّمت الولايات المتحدة تقارير تهدف لإخضاع البنك المركزي الليبي وشركات النفط الحكومية لتحقيق موسَّع، في تقارير قديمة تتعلَّق بتهم فساد واختلاسات من عائدات النفط من قبل فصائل إسلامية متشدّدة ومليشيات مسلَّحة.

محلّلون اعتبروا أن التحقيق بصيص أمل بعد سجلّ طويل من الفشل وعدم اليقين فيما يتعلَّق بالسياسة الأمريكية في ليبيا.

تقول ليديا جابس، من رابطة الأعمال الأمريكية-الليبية، إن مراجعة البنك المركزي المقترحة تمثّل فرصة لتحسين الشفافية وإدارة مؤسّسة اقتصادية مهمّة.

من جهتها أعربت كلاوديا جازيني، المحلّلة المختصّة بالشأن الليبي في مجموعة الأزمات الدولية، عن تفاؤل حذر حيال تلك الأنباء، لكنها حذّرت من أن هناك أسئلة رئيسية لا تزال مطروحة حول من سيجري المراجعة وكيف يتم التعامل مع نتائجها؟

الأزمة الليبية، وأيضاً العقوبات الأمريكية على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، رفعت أسعار الغاز الأمريكي إلى أعلى مستوياته خلال 4 سنوات.

قناة “ليبيا 2018” أعلنت، في العاشر من يوليو الجاري، أن الرئيس ترامب بعث برسالة إلى الجنرال الليبي خليفة حفتر، ورؤساء الفصائل المتنافسة، بينهم عقيلة صالح وفايز السراج، مهدّداً إياهم بعقوبات كبيرة و تدخّل أمريكي إذا لم تستعد المنشآت النفطية في ليبيا قدرتها على العمل والتصدير.

وعلى الفور، وفي اليوم التالي، سحب حفتر قواته من شركة النفط الوطنية التي تدير مرافئ ليبيا الأربعة.

وبحسب رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للنفط، مصطفى صلاح الله، الذي يُنظر إليه على أنه قيادي مهنيّ جيد، فإن الانسحاب يؤكّد أن النقاش الوطني المناسب حول التوزيع العادل لعائدات النفط مطلوب بقوة.

من جهته قام غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بتأمين الدعم من الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين لإجراء تحقيق لمكافحة الفساد، مؤكّداً أن ذلك يُعتبر عنصراً أساسياً لاستعادة ما يشبه الحكومة الفعالة في حقبة ما بعد القذافي الفوضوية.

وتابع سلامة في تصريحات صحفية: “إذا لم تتم معالجة هذه الأمور على وجه السرعة فإنني أخشى من أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها لاستئناف تصدير النفط لن تستمرّ، وسيكون من الصعب بمقابل ذلك دفع العملية السياسية إلى الأمام”.

الخليج أونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة