المقالات

الإرهاب والجماعات الإرهابية من منظور أمريكي !!

لا نحتاج الى الكثير من الجهد للكشف عن السياسة الامريكية المستخدمة لشماعة الإرهاب ضد خصومها وخصوم الكيان الصهيوني.

بقدر ما نستذكر ونراجع ، قررت الولايات المتحدة حول شماعة وذريعة الإرهاب ، بداية من حركة طالبان عندما صنفتها أمريكا بالجماعة الإرهابية فصفق لها الجميع فشنت الحرب على أفغانستان وقامت باحتلالها وتصدير عناصرها الى الكثير من البلدان العربية والاسلامية بحجة الهروب من أفغانستان، وفتح مراكز ثقافية وتدريبة بتمويل سعودي امريكي، تمهيدا للتوسع في المشروع الاستعماري للمنطقة تحت حجة محاربة الارهاب.

و بعد احتلال افغانستان ونهب ثرواته وصناعة حكومة من عملاء المخابرات الامريكية ، كانت العين الامريكية على اليمن وسوريا والعراق وليبيا، في سنوات متتالة فمولت تلك التنظيمات ودفعتها لشن عمليات إرهابية هنا او هناك بحجة التواجد والتعاون مع الحكومات في محاربة الارهاب والكلام يطول حول التفاصيل الى ان اوجدت الدول الراعية للإرهاب ما سميا بداعش في العراق والشام ، فعززت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في سوريا وأطالت مدة البقاء في العراق بعد تسليم الموصل وعدد من المحافظات العراقية النفطية لتلك العناصر من قبل المحتل الامريكي.

اما في اليمن فكاد أنصار الله ان ينهوا الذريعة الامريكية وقاموا بمحاربة عناصرها التكفيرية الى داخل المحافظات الجنوبية بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م ، بعد تطهير هم للمحافظات الشمالية، فعملت الادارة الأمريكية على تحريك أتباعها واعاقة ثورة 21 من سبتمبر، بفرار الدنبوع واستقالة رئيس الحكومة ، لخلق مبرر لعرقلة الجهود المبذولة من قبل أنصار الله في ملاحقة تلك العناصر التي كان التحكم بها من داخل السفارة الامريكية.

ولن يكون أمام الامريكي غير خيار شن العدوان على شعبنا اليمني بحجة إعادة الشرعية الزائفة واعادة نشر ادواتها من جديد وخلق مبرر أخر لبقاء واستمرار الهيمنة الامريكية.

ولكن ما نشهده خلال هذه الفترة الاخيرة عمل خطير وخطيرا جدا، منذ بداء اعتبار حزب الله وحركة حماس جماعات إرهابية لسبب وقوفهم في مقاومة الكيان الصهيوني المحتل ، ونشهد اليوم القرارات الامريكية التي أدرجت جماعة الاخوان المسلمين في قائمة الارهاب واعتبارهم منظمة إرهابية يجب محاربتهم.

ليست المشكلة هنا فقط؛ بل ان المشكلة الكبرى تتمثل في عدم وجود تعاريف محددة للإرهاب، وتقديمها بشكل عباءة واسعة يحق للإدارة الأمريكية فقط ، ان تدخل فيها من تريد، وفقا لمصالحها ومخططاتها الاستعمارية.

فاليوم اذا اعلنت جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية ، غدا سوف تعلن غيرهم فتكون كل مكونات شعوبنا العربية والاسلامية تحت رحمة الادارة الامريكية مالم، فسنكون جميعا في تلك القائمة وللإدارة الامريكية والمجتمع الدولي المسيطر عليه من قبلها حق تقرير الحرب علينا، هنا او هناك كما هو حاصل اليوم ، فتحتل كل شعوبنا، وتصادر حريتنا وكرامتنا، وتنهب ثرواتنا وتسلب ارادتنا ، تحت مبرر محاربة الارهاب وانت وهو إرهابيين ويحق للأمريكي ومن معه من العملاء القضاء عليك وعلى شعبك والتحكم في كافة القرارات ، والاحتلال المباشر بهذه الذريعة التي حذر منها السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في ملزمة خطورة دخول امريكا اليمن بهذه الذريعة في عام 2002م.

ومن هذا المنطلق ادعوا جميع المكونات السياسية والمذهبية في شعوبنا العربية والاسلامية الى نبذ التفرقة والعنصرية والمذهبية، والتحرك الفوري نحو توحيد الصفوف لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة التي تستهدف شعوبنا وديننا وكتابنا وهوية أمتنا، سعيا لاحتلالنا وتسليمنا للكيان الصهيوني وادواته من الخونة والعملاء.

مع الاشارة الى ان السياسة الأمريكية في منطقتنا العربية لا تخدم غير مصالح الكيان الصهيوني وتسعى لتنفيذ مخططاته عبرنا وبنا وفينا ، لتحقيق أهدافه في بناء أسرائيل الكبرى.

كما نذكر بأن العمليات الارهابية في الكنائس المسيحية، واحراق المصاحف بعد ذلك، هي لخلق حالة سخط وانتقام من قبل المسيحين الى جانب اليهود، والمنافقين من المسلمين، على مستوى العالم لتعزيز ودعم السياسة الامريكي والصهيوني تجاه المسلمين، وايجاد مبرر لاستمرار الحرب الصليبية الطويلة ضد الشعوب المسلمة ، خدمة لليهود المتحكمين بالقرار الدولي والعالمي في هذا العصر.
https://t.me/joinchat/AAAAAFYrrKOLYLkyQSdUMg

 

بقلم/ منصور البكالي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة