الأخبار العربية والدولية

ناشيونال إنترست: سفارة للسعودية في إسرائيل قريبا

اهتمت عدة صحف أميركية بالتصريحات السعودية الأخيرة و عما أسمته تحولا زلزاليا يشق طريقه بالشرق الأوسط، وقالت ربما تكون المنطقة على وشك تطبيع تاريخي للعلاقات بين الدول العربية و”إسرائيل”، مضيفة ربما لن يمر وقت طويل قبل أن نرى سفارة سعودية بالقدس.

وأوردت وول ستريت جورنال في مقال للكاتب والتر راسل ميد أن الدول العربية ، تندفع حاليا للسلام مع “إسرائيل” وللتحالف معها بعد أن تخنق حركة حماس، على حد قول الصحيفة.

وقال الكاتب – بحسب موقع “الجزيرة” – إنه وبعد فشل المشروعات الاشتراكية والقومية والإسلامية بالمنطقة العربية بدأت الدول العربية تبحث عن الحماية من “إسرائيل” والولايات المتحدة  لكن الحماية الأميركية للعرب ليست مضمونة تماما، يقول ميد، وأحد الأمثلة الراهنة على ذلك هو محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن سحب القوات الأميركية من سوريا، مضيفا أنه وفي هذه الظروف التي تتمتع فيها “إسرائيل” بعلاقات لا نظير لها مع واشنطن ، أصبحت “إسرائيل” أكثر أهمية للعرب من أميركا.

واستمر ميد يقول إن غالبية القادة العرب يرون حاليا أن ما يطلبه الفلسطينيون هو العقبة أمام قيام تحالف إستراتيجي ضروري بين دولهم و”إسرائيل”. وأشار إلى أن التردي غير المسبوق للخدمات بقطاع غزة حاليا ورد الفعل العربي الضعيف تجاه قتل الكيان الاسرائيلي 15 فلسطينيا أعزل دليل على أن القادة العرب يريدون القضاء على حماس ولن يقفوا أمام “إسرائيل” للقيام بهذه المهمة، حسبما رأى الكاتب.

 وأضاف ميد أن الخلاف بين الفلسطينيين وبعض الدول العربية ليس جديدا، لكن “انهيار القومية العربية” و”فشل الإسلام السياسي” أضعفا القوى السياسية التي تحشد الدعم العربي للقضية الفلسطينية ، مشيرا إلى أنه ومع ملايين اللاجئين الجدد بسوريا، والتهديدات المتزايدة لاستقلال العرب من الجيران الأقوياء، فإن وضع القضية الفلسطينية كأولوية هو ترف يشعر كثير من العرب أنهم لا يستطيعون تبنيه.

ودعا موقع ناشيونال إنترست الأميركي للاستعداد لتطبيع تاريخي للعلاقات بين “إسرائيل” والعديد من الدول العربية، كاشفا أنه وفي 13 مارس الماضي تجمع ممثلون لكثير من الدول العربية مع ممثلين لـ “إسرائيل” في البيت الأبيض برئاسة كبير مستشاري الإدارة الأميركية غاريد كوشنير، واصفا ذلك بأنه حدث لم يسبق له مثيل في التاريخ الدبلوماسي للعلاقات بين “إسرائيل” والعرب.ولم يعلن عن مثل هذا اللقاء من قبل، كما لم تؤكد أي جهة رسمية أميركية أو عربية ما ورد في الموقع الأميركي من معلومات.

تطبيع في أجواء المملكة
وقال ناشيونال إنترست إن ما يدل على التحوّل الزلزالي في المنطقة مستمر في الظهور مثل عبور الطيران الهندي المتجه إلى الاراضي المحتلة الأجواء السعودية، وطيران مقاتلات إسرائيلية جنبا إلى جنب مع مقاتلات إماراتية في مناورات عسكرية مشتركة باليونان مؤخرا، ولقاء نيويورك مع ممثلين لمجموعة كبيرة من التنظيمات اليهودية الأميركية.

وأشار الموقع إلى أن النظام الدبلوماسي القديم بالشرق الأوسط ينهار ويحل محله نظام جديد وبسرعة، وما القرار الأميركي بشأن نقل السفارة إلى القدس إلا تعبيرا مباشرا عن هذا الواقع الجديد بالمنطقة.

وأجمل الموقع أن القضية الفلسطينية لم تعد الهم الأساسي للعرب، إذ حل محلها التوسع الإيراني، والانتشار النووي والصاروخي، و”التطرف الجذري”، وهذه القضايا الثلاث الأخيرة هي ما تقرّب بين “إسرائيل” والعرب، واختتم بالقول ربما لن يمر وقت طويل قبل أن نرى سفارة للسعودية في القدس.

نقطة تحول
من جهة أخرى ، كتب مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” جوناثان ماركوس، مقالا عن العلاقات الإسرائيلية السعودية، التي ظهرت للعلن.

وكتب ماركوس معلقا على تصريحات سعودية لمجلة “ذا أتلانتك”، حول “حق” اليهود في إقامة وطن لهم على أرض الأجداد، حيث رد على سؤال حول هذا الشأن، قائلا إن “من حق كل شعب، في أي مكان، العيش في وطنه بسلام، وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في العيش على أرضهم”، وربط هذا كله “باتفاقية سلام لتأكيد الاستقرار، وقيام علاقات طبيعية”.

 ويعلق الكاتب في مقاله، قائلا إن “اعترافا بحق “إسرائيل” للوجود على أرض مرتبطة بالتاريخ اليهودي أمر نادر من السعودية، لكنه ليس مسبوقا، فالأردن ومصر وقعتا اتفاقية سلام مع “إسرائيل”، والمبادرة العربية ، التي مضى عليها 16 عاما، تعد نقطة تحول في المنظور السعودي”، ويؤكد ماركوس أنه “تم نفض الغبار عن المبادرة العربية، ونوقشت أكثر من مرة خلال مدة عقد ونصف”.

 ويشير الكاتب إلى أنه “من ناحية إسرائيل، فإنها لم تفوت أي فرصة للحديث أو التلميح عن عمق حوارها مع الرياض، فيما اتسم الموقف السعودي بالتردد، إلا  أن قرار  الرياض الأخير السماح للطيران الهندي استخدام الأجواء السعودية من وإلى “إسرائيل”، يعدان تحولا ملموسا في الموقف السعودي أيضا”. والسؤال مرتبط بالمدى الذي ستذهب إليه العلاقات السعودية الإسرائيلية وعمقها، والجواب متعلق بالسياق الأوسع وخطة النظام السعودي الكبرى.

 ويختم الكاتب مقاله بالقول: “صحيح أن العلاقات السعودية الإسرائيلية هي أبعد من التعاون ضد إيران، أو التأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن نجاح العلاقة وتحقيقها أهدافها يعتمد في النهاية على إصلاحات العهد الجديد، فهل سينجح في بلده علاوة على استعراض قوته وتأثيره في المنطقة؟ وهل سينتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة في ضوء الملاحقات القضائية التي يواجهها؟ وهل سيلقى له طوق النجاة لينجو منها؟ وكما هو الحال في الشرق الأوسط، فإن هناك حاجة لعدة عوامل من أجل تحقيق تقدم ملموس نحو السلام الشامل”.

 

المصدر: بوابة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة