قراءة في كتاب “مع الرسول والرسالة”.. القيادة النبوية والقدوة الحسنة
تُعد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وآله سلم نموذجًا فريدًا للقيادة والقدوة الحسنة في تاريخ البشرية. لم يكن دوره مقتصرًا على النبوة والرسالة فحسب، بل كان قائدًا سياسيًا، وعسكريًا، واجتماعيًا، ومربيًا عظيمًا، في كتاب “مع الرسول والرسالة”، تتجلى هذه الجوانب القيادية والقدوة الحسنة بشكل واضح، مقدمة دروسًا عملية للأمة في كيفية بناء مجتمع قوي ومتماسك.

الرسول: القدوة الحسنة في كل جوانب الحياة
يُبرز كتاب “مع الرسول والرسالة” للأستاذ يحيى قاسم أبو عواضة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قدوة حسنة في كل جوانب حياته، وليس فقط في العبادة، فقد كان مثالاً يُحتذى به في الصبر، والشجاعة، والعدل، والرحمة، والتواضع، والتعامل مع الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم، مؤكدًا على مكانة الرسول كقدوة: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]
هذه الآية الكريمة تؤكد على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو النموذج الأمثل الذي يجب على المؤمنين الاقتداء به في كل أقوالهم وأفعالهم.
رفض الهيمنة الشخصية والتركيز على عبادة الله
يُشدد الكتاب على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يسعى إلى الهيمنة الشخصية على الناس أو فرض رأيه عليهم بناءً على هواه. بل كان يركز على عبادة الله وحده، ويدعو الناس إلى ذلك، لقد كان دوره هو تبليغ رسالة الله، وتطبيق أوامره، ونهي الناس عما نهاهم الله عنه، إن هذا الجانب من شخصية الرسول يُعد درسًا مهمًا في القيادة الحقيقية التي تهدف إلى خدمة المبادئ والقيم الإلهية، وليس المصالح الشخصية .
يُذكر في الكتاب أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: “إن أتبع إلا ما يوحى إلي”، وهذا يؤكد أنه كان ملتزمًا تمامًا بما يأتيه من الوحي الإلهي، ولم يكن يتصرف من تلقاء نفسه.
المولد النبوي وتعزيز الاقتداء بالرسول
تُعد ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة عظيمة لتعزيز الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في نفوس المسلمين. فإحياء هذه الذكرى يدفع المؤمنين إلى دراسة سيرته العطرة، والتعرف على شمائله وأخلاقه، وتطبيقها في حياتهم اليومية.
كما أن المولد النبوي يمثل مناسبة لتوحيد الأمة وتوجيهها نحو عدوها الحقيقي، من خلال التمسك بمنهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة الظلم والطغيان.
الخاتمة
في الختام، يتضح أن القيادة النبوية والقدوة الحسنة التي جسدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي أساس بناء الأمة القوية والمتماسكة. إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يمثل فرصة ثمينة لتعزيز هذه القيم في نفوس المسلمين، والاقتداء بالرسول في كل جوانب حياته، مما يمكنهم من مواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبل أفضل.
منقول عن يمني برس