تقارير وحواراتمتابعات

الاحتفال بالمولد النبوي ودلالاته في ترسيخ الولاء للرسول

تحتل ذكرى المولد النبوي الشريف مكانة مركزية في وجدان الأمة الإسلامية، فهي ليست مجرد مناسبة تاريخية عابرة، بل محطة إيمانية متجددة لترسيخ الولاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتجديد العهد مع المبادئ السامية التي أرسى دعائمها، في زمن تتزايد فيه التحديات والمؤامرات التي تسعى لإضعاف ارتباط المسلمين بنبيهم وتحويل المناسبات الدينية إلى طقوس شكلية فارغة من جوهرها، يأتي الاحتفال بمولده كفعل مقاومة ثقافية وروحية.

إن إحياء هذه الذكرى يمثل فرصة ثمينة لتعميق المعرفة بسيرة النبي العطرة، واستلهام الدروس من قيادته الحكيمة ومنهجه في بناء الإنسان والأمة، كما أنه تعبير صادق عن الفرح بفضل الله ورحمته التي تجلت في بعثته، وتأكيد عملي على أن الولاء له لا يكتمل إلا بالالتزام برسالته والتمسك بنهجه القويم. وبذلك، يصبح الاحتفال بالمولد النبوي منارة توحد صفوف المسلمين، وتعزز وعيهم الجماعي، وتعبئ طاقاتهم الروحية لمواجهة تحديات الواقع المعاصر.

أولاً: المولد النبوي محطة إيمانية متجددة

يحتفل المسلمون بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حباً وتعظيماً له، واعترافاً بعظيم منّة الله على البشرية ببعثه هادياً ونوراً. قال الله تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58].
فالاحتفال بهذه المناسبة تعبير عن الفرح بفضل الله الأعظم: بعثة النبي الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ورسّخ قيم العدل والرحمة والوحدة.

ثانياً: مواجهة محاولات إضعاف الارتباط بالرسول

حاول أعداء الأمة عبر التاريخ إبعاد المسلمين عن الرسول وشخصيته القيادية، فجعلوا الانتماء للإسلام شكلياً لا يحمل مضمون الولاء.
وفي العصر الحديث، تزايدت المؤامرات الثقافية والإعلامية التي تستهدف إفراغ الانتماء الديني من محتواه، وتحويل المناسبات الدينية إلى طقوس بلا أثر، أو دفع المسلمين إلى تجاهلها.
الاحتفال بالمولد النبوي يمثل رداً عملياً على هذه المؤامرات، إذ يرسّخ حضور الرسول في وجدان الأمة ويؤكد استمرار مشروعه الرسالي.

ثالثاً: المولد النبوي فرصة لتعميق المعرفة بالرسول والرسالة

إحياء ذكرى المولد لا يقتصر على إقامة الشعائر والاحتفالات، بل هو مناسبة لاستذكار سيرة الرسول وتحليل مواقفه واستخلاص الدروس العملية من حياته:

  • استعراض نهجه في تربية الأمة وبناء الإنسان الواعي المسؤول.
  • إبراز صفاته القيادية والإنسانية كنموذج يُقتدى به.
  • التأكيد على أن ولاء الأمة للرسول لا ينفصل عن التزامها برسالته (القرآن الكريم).

رابعاً: الاحتفال تعبير عن الولاء والانتماء الحقيقي

الولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس مجرد عاطفة، بل هو التزام عملي بالسير على نهجه واتباع أوامره والاقتداء بأخلاقه.
يقول الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي:

إن الولاء للنبي جانب أساسي من جوانب الإيمان، ولا يتحقق الإيمان بدونه.

وبذلك، يصبح المولد النبوي محطة سنوية لتجديد العهد مع الله ورسوله، وترسيخ الانتماء الأصيل الذي يعزز وحدة المسلمين وقوتهم في مواجهة أعدائهم.

خامساً: دلالات المولد النبوي في الواقع المعاصر

  • إبراز مكانة الرسول كقائد للأمة: حيث يتحول الاحتفال إلى تذكير بضرورة الاقتداء بهديه في كل مجالات الحياة.
  • تعزيز الوعي الجماعي: لأن المناسبة فرصة لزيادة الوعي بخطورة مشاريع الأعداء الساعية إلى تفريق الأمة وإضعافها.
  • التعبئة الروحية والمعنوية: إذ يُستمد من هذه المناسبة الحافز للصبر والثبات ومواجهة العدوان والظلم.
  • توحيد الصف الإسلامي: المولد النبوي مناسبة جامعة تتجاوز الانقسامات المذهبية والسياسية، وتذكّر الأمة بأنها أمة واحدة تحت راية الرسول.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى