أخبار عاجلةالأخبارالأخبار المحليةتقارير وحواراتخطابات قائد الثورة

قائد الثورة يؤكد تضامنه مع قطر وحماس والوفد المفاوض في مواجهة العدوان الإسرائيلي

أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التضامن مع المستهدفين من أبناء الأمة، مع قطر والوفد المفاوض وحركة حماس وكل أبناء الأمة الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي.

وأكد السيد القائد في كلمة له عصر اليوم، حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن استهداف العدو الإسرائيلي لرئيس الوزراء ورفاقه من الشهداء العاملين في الوزارات المدنية لا يمثل أي إنجاز عسكري ولا أمني لكيان العدو الإسرائيلي.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي بارتكابه جريمة استهداف رئيس الوزراء ورفاقه يكشف إفلاسه ويضاعف من رصيده الإجرامي، مؤكدًا أن جرائم العدو الإسرائيلي تزيد الشعب اليمني عزماً على عزمه وبصيرة إلى بصيرته وثباتا إلى ثباته.

واعتبر العدوان الإسرائيلي بالأمس على العاصمة صنعاء والجوف، لا يدل على أي إنجاز وهو إفلاس وإجرام وعدوان، مبينًا أن الإسرائيلي عدو مجرم يستهدف في صنعاء، مؤسسات إعلامية وأماكن مزدحمة بالمدنيين لأنه يسعى إلى استهداف الجميع.

كما أكد قائد الثورة، أن العدوان الإسرائيلي وجرائمه لن تؤثر على الشعب اليمني العزيز في كسر إرادته بل ستزيده قوة وصلابة في تصميمه وعزمه.

وقال “بلدنا رسمياً وشعبياً في موقف صادق يخوض معركة جادة ويدرك أهميتها وقدسيتها وقيمة التضحيات فيها عند الله وأثرها في الواقع، وشعبنا يبني نفسه في إطار أن يكون في المستوى المطلوب في خوض هذه المعركة ومواجهة العدو، ولا توجد خيارات بديلة سوى الاستسلام والقبول بمعادلة الاستباحة كما يقبل بها البعض في المنطقة”.

وأضاف “شعبنا أعزّ بإيمانه وثقته بالله تعالى من أن يقبل بالخنوع والخضوع والاستسلام والتخلي عن مبادئه وقيمه، فالمعركة التي نخوضها نصرة للشعب الفلسطيني فريضة إيمانية وواجب إنساني وديني وقيمي وأخلاقي”.

وتابع “ندرك أن العدو الإسرائيلي عدو لنا جميعا وخطر يستهدف المنطقة بكلها، كما ندرك من هو العدو الإسرائيلي وماذا يسعى له ومعه الأمريكي والأنظمة الغربية الداعمة له”.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى “أن الموقف ضد العدو الإسرائيلي هو ضروري حتى تبقى لنا إنسانيتنا وبالمعيار الإيماني والأخلاقي، ضروري في الدنيا والآخرة، وضروري لنكون في موقف العز والشرف والكرامة، وأن نبني أنفسنا لنكون أقوياء”.

وأفاد بأن الأمم المتحدة لم تفعل أي شيء لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولم يصل بها الحال إلى فصل العدو الإسرائيلي من عضويته فيها، ولا يمكن الرهان على منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية وغيرها من المنظمات والمؤسسات.

ومضى بالقول “توكلنا على الله وثقتنا به والتزامنا بهديه وتعليماته وطاعتنا له هو الذي سينفعنا وهو خير الناصرين، وعندما نقدم التضحيات في إطار الموقف الحق لا يعني أن الآخرين من حولنا في العالم العربي والإسلامي سيكونون في حالة سلام واطمئنان”.

ولفت إلى “أن الكل مستهدف في المنطقة، ومستنزف، مستنزفون في صراعات، ومواقف كثير منها لخدمة الإسرائيلي والأمريكي، وما نقدمه من تضحيات هي أقل بكثير مما يمكن أن يلحق بنا من خسائر لو كنا في خيار آخر وفي اتجاه آخر”.

وأردف قائلًا “لو كانت خياراتنا أخرى فهي خيارات استنزاف وضياع ليس لها قيمة ولا أهمية ولا ثمرة ولا نتيجة طيبة لا في الدنيا ولا في الآخرة، والعز والشرف والخير هو مع الله وفي سبيله وكل ما نقدمه من تضحيات وما نحن فيه من موقف جاد”.

وعرّج السيد القائد على عمليات الإسناد من يمن الإيمان في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مشيرًا إلى الاحتفال العظيم بذكرى المولد النبوي والذي لا مثيل له في كل الدنيا، ولا سابقة له أتى كإحياء متميز للمناسبة العظيمة، وفي إطار عملي.

وذكر أن الشعب اليمني بهويته الإيمانية يجسد في واقعه المصاديق لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وفي إطار موقف اليمن العملي وهو يجاهد في سبيل الله يرفع راية الجهاد في هذا الزمن الذي تخاذل فيه أكثر المسلمين.. لافتا إلى أن الشعب اليمني يتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني في موقف صادق ومعركة جادة يقدم فيها التضحيات من يومه الأول إلى اليوم.

وبين أن المئات من الشهداء والجرحى ارتقوا في إطار الموقف الحق في إطار نصرة القضية العادلة بهدف الوصول إلى مرضاة الله، معتبرًا إحياء المولد النبوي الشريف في اليمن كان متميزا وكان عنوان الجهاد من العناوين البارزة في إحياء المناسبة في هذا العام.

وقال “المسلمون فيما يواجهونه من تحديات ومخاطر على رأسها الخطر اليهودي الصهيوني في أمس الحاجة إلى العودة للقرآن ورسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، وعلى المسلمين استلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول المباركة وفي الاهتداء بالقرآن لمعرفة العدو ومخاطره وطبيعة الصراع معه”.

وحث المسلمين على أن يهتدوا بالقرآن لمعرفة مجالات الصراع مع الأعداء بشكل حكيم مثمر له نتائجه المهمة، مبينًا أن الإسلام في قرآنه ونبيه وتعليماته المقدسة والمباركة أسمى وأعظم وأقدس من أن تكون ثمرة الارتباط به هذه الحالة المخزية للمسلمين.

واستهل قائد الثورة كلمته بالحديث عن مستجدات العدوان على قطاع غزة، مبينًا أن العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة يستمر في جريمة القرن على مدى 703 أيام وأكثر من 20 ألف طفل شهيد و12 ألفًا و500 امرأة شهيدة.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي مسح من السجل المدني 2700 أسرة في قطاع غزة ويمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكل وسائل الإبادة ويستهدف كل الفئات دون استثناء.. موضحا أن الاستهداف الشامل للعدو الإسرائيلي في الإبادة الجماعية بالتجويع وشهدت به كل المؤسسات والمنظمات الدولية البارزة المعروفة، ولم يتغير شيء منذ أن أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في قطاع غزة.

وقال “الجميع يشهد على أن العدو الإسرائيلي يمارس جريمة التجويع بحق مليوني إنسان في جريمة بشعة للغاية لا مثيل لها في كل أنحاء المعمورة”، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر في مصائد الموت وكذلك الحال في الاستهداف للساعين للحصول على الماء في مسعاه أيضاً للتعطيش.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر في التدمير للمباني السكنية والعمران فدمر 90 بالمائة من العمران في قطاع غزة، ويسعى كيان العدو ألا يبقى أي معالم للحياة في قطاع غزة.

وأفاد السيد القائد بأن العدو الإسرائيلي استخدم القنابل الأمريكية للتدمير ويستخدم أسلوب التفجير والنسف للمباني وأسلوب التجريف بالجرافات الأمريكية التي يزود بها في كل آونة، لافتًا إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات للمزيد من العزل والسعي للمزيد من إخفاء الحقائق والتكتم على حجم الإجرام في قطاع غزة.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف عددًا كبيرًا من المساجد هو من أهدافه الأساسية في عدائه الواضح والصريح للإسلام والمسلمين، ووصل إلى تعطيل عملية التعليم في قطاع غزة وحرمان النشء من التعليم بعد تدمير المدارس والمؤسسات التعليمية.. مبينا أن الشعب الفلسطيني يعاني معاناة كبيرة جداً من عملية التهجير القسري، وكيان العدو الإسرائيلي يحشر في مناطق ضيقة مئات الآلاف بدون خدمات ثم يعلنها في نفس الوقت مناطق آمنة، ثم يستهدفهم فيها أيضاً.

وأضاف “يوميات الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية في جريمة القرن تتحدث عنها وسائل الإعلام ويشاهد الناس مجرياتها وتفاصيلها الفظيعة”، معتبرًا جريمة القرن الصهيونية في غزة ليست جريمة على وجه الخلسة أو أتت في لحظة زمنية عابرة ولم ينتبه المجتمع البشري إلا وقد مضت وانقضت بل هي إجرامٌ مستمر يومي.

وتابع “مشاهد قتل الأطفال والنساء والمعاناة الكبيرة كافية بأن نشعر بمسؤوليتنا في أن يكون لنا موقفٌ مسؤول إنساني، أخلاقي، دينيٌ، واستهداف الكبار والمسنين، وللشباب، ولكل فئات الشعب الفلسطيني والأطباء، والمستشفيات، والمرضى، والجرحى تسبب في معاناة رهيبة”.

وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن جريمة التجويع حتى الموت والأطفال هم الأكثر معاناة والأكثر تضررا من جريمة التجويع، والاستهداف للمقدسات في تدمير العدو مئات المساجد في قطاع غزة والعدو يركز أيضاً على القدس، وعلى المسجد الأقصى.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يستمر في الاقتحامات اليومية في المسجد الأقصى بهدف الترويض للمسلمين حتى تصبح المشاهد اعتيادية، مضيفًا “خطير جدا أن تصبح الاستباحة لمقدس من مقدسات المسلمين مسألة اعتيادية وهذا جزء من التكتيك اليهودي الصهيوني”.

وقال “العدو الصهيوني في استهدافه للأمة يستخدم عملية الترويض والتأثير على الحالة النفسية والشعورية والوجدانية في واقع الأمة بأساليب كثيرة ووسائل متعددة، ويسعى إلى أن يصل بالأمة إلى أن تكون أمة مدجنة لا يستفزها شيء، لا في دينها ولا في دنياها”.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر أيضاً في تغيير الطابع الإسلامي في مدينة القدس فيستهدف حتى الأسماء والعناوين، وفيما يتعلق بحائط البراق يسعى كيان العدو إلى تكريس تسميته له بحائط المبكى حتى في الحافلات في مدينة القدس، ومستمر في الحفريات ضمن مخطط عملي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.

وبخصوص الضفة الغربية، أكد السيد القائد أن العدو يستمر فيها بكل أشكال الاعتداءات وبطريقة وحشية، والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية مستهدف في كل شيء، وعمليات تجريف وهدم المنازل باتت مشاهد يومية فيها إلى جانب المداهمات والضرب والاختطاف.

وعدّ المظلومية في الضفة الغربية واضحة تجاه تلك الممارسات الإجرامية للعدو الإسرائيلي، وممارسات العدو الإجرامية في الضفة بكل أشكالها وأنواعها تستهدف الشعب الفلسطيني ولا تنحصر في إطار المخطط الصهيوني على فلسطين.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يكمل عملية السيطرة التامة على كل فلسطين لينتقل إلى ما وراء فلسطين، ولدى كيان العدو أعمال قائمة أصلاً فيما وراء فلسطين على مستوى البلدان المجاورة في لبنان وسوريا ومؤامرات تستهدف الأردن ومصر والعراق.

ولفت إلى أن الأمريكيين يشتركون في المخطط الصهيوني ويؤمنون بالمشروع الصهيوني، ومن لهم مقاليد الأمور في أمريكا يعتبرون أنفسهم معنيين بتنفيذ المشروع الصهيوني كمسؤولية دينية مقدسة.

وأفاد بأن مشروع الصهيونية تدميري يستهدف الأمة الإسلامية ويستهدف المنطقة بكلها بعنوان “تغيير الشرق الأوسط” وبعنوان “إسرائيل الكبرى”، متسائلًا “لماذا يتعامى المسلمون عما هو واضح ومعلن من الاستهداف السافر والمكشوف والعدواني لهذه الأمة من تثبيت معادلة الاستباحة؟”.

واعتبر قائد الثورة، التعامي والتغافل عن المخطط الصهيوني، فعلًا من التيه الواضح والخذلان وحالة خطيرة على الأمة، داعيًا كل الأمة الإسلامية، ونخبها، وكل جماهيرها إلى أن التأمل في خلفيات الموقف الأمريكي.

وتحدث عن الموقف الأمريكي الذي ليس مجرد موقف تكتيكي أو تصرفات سياسية إنما هو منطلق من خلفية عقائدية، مبينًا أن الأمريكيين يعتبرون الإبادة للأمة والتمكين لقيام إسرائيل الكبرى مهمة مقدسة ذات أهمية كبيرة على المستوى الديني والعقائدي.

وذكر أن خلفيات الموقف الأمريكي مسألة مهمة والأهداف وطبيعة المخطط الصهيوني الذي هم يعملون على أساسه، مضيفًا “هناك معتقدات دينية وأطماع رهيبة جداً، وفي نفس الوقت واقع مغرٍ لأمة منكشفة تتجه في سياساتها ومواقفها الاتجاه الذي يمكن أعداءها منها”.

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنعت رئيس السلطة الفلسطينية وأعضاءها من الحضور في اجتماع الأمم المتحدة، والمسلك الذي تسلكه السلطة الفلسطينية ليس له أي جدوى إطلاقاً.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي لا يترك للشعب الفلسطيني أبسط الحقوق فهل سيعطيه دولة!!، مؤكدًا أن الآمال والرهان على الموقف الأمريكي هو سراب.

وقال “الأمريكيون واضحون جدًا في حقيقة توجهاتهم الصهيونية بالمصادرة التامة للحق الفلسطيني والعربي بأي مستوى، وترامب قال سابقًا إنه مستعد لإهداء أي أراض عربية للعدو الإسرائيلي، وهذا منتهى الاستخفاف بالعرب وحقوقهم”.

وأشار إلى أن حرمان السلطة الفلسطينية من مجرد حضور اجتماع في الأمم المتحدة يبين فعلا أن مسار السلطة خاطئ وليس له أي جدوى، مستهجنًا الصمت تجاه الاستباحة المطلقة للمساجد والمقدسات الإسلامية في فلسطين والتي يكشف التدني الخطير في واقع الأمة.

وجددّ التأكيد على أن مسار السلطة الفلسطينية هو ضياع وفي الوقت نفسه خدمة للأعداء، ولا سيما تبني مواقف سلبية وسيئة تجاه المجاهدين في فلسطين، معتبرًا التعاون بين المجاهدين بمختلف فصائلهم في قطاع غزة هي حالة إيجابية وعظيمة ومهمة.

وعرّج السيد القائد على الوضع في لبنان، مؤكدًا أن الضغوط السياسية على لبنان للتخلي عن سلاح المقاومة تهدف إلى تمكين العدو الإسرائيلي من استكمال مخططه للسيطرة على لبنان بدون أي عائق.

وقال “من المفارقات العجيبة جداً أن تتبنى الحكومة اللبنانية الإملاءات الإسرائيلية والمطالب الأمريكية في السعي لتجريد لبنان من قوته، وفي مقابل محاولة نزع سلاح المقاومة في لبنان فإن الأعداء الصهاينة يعملون على تسليح أوسع مستوى في كيانهم”.

وجددً الدعوة لنخب الأمة وجماهيرها إلى رؤية الخلفية الدينية للشراكة الأمريكية في العدوان على فلسطين والمنطقة، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تسليح الجميع في كيانه، بينما تسعى الحكومات العربية طاعة للأوامر الأمريكية لتجريد شعوبها من السلاح.

وتناول الأطروحة القائمة التي تهدف إلى تجريد الأمة من كل إمكانات الدفاع عن نفسها بينما يبقى المجال مفتوحاً للعدو لاقتناء أفتك أنواع السلاح.

وتوقف عند العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا، مؤكدًا أن في ذلك عبرة كبيرة لكل العرب ولكل من لديهم اتجاه متباين مع فكرة الجهاد، معتبرًا ما يفعله العدو الإسرائيلي في سوريا ليس شيئاً عادياً فهو مستمر في الغارات وهي من أكبر مستويات التصعيد والعدوان.

وأكد قائد الثورة، أن العدو الإسرائيلي إلى جانب الغارات في سوريا يستمر في التوغلات إضافة إلى المداهمات المستمرة للمنازل مع الضرب والاختطاف والإهانة، وهو مستمر فيما يسميه بـ”ممر داوود” الذي يسعى فيه إلى الالتقاء مع الأمريكي والوصول إلى الفرات.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي لديه أنشطة رئيسية في سوريا، منها السيطرة على الجنوب السوري والتحكم في الوضع السوري بشكل عام، ويستغل كيان العدو السياسة العوجاء الغبية للجماعات المسيطرة على سوريا في تعاملها مع الأقليات.

وتطرق إلى نهج الجماعات المسيطرة على سوريا والتي تُعد سياسة غبية وخاطئة وشكل من أشكال التعاون الخطيرة مع العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي مستمر في برنامجه الواسع في سوريا ويستبيح أجواءها بالكامل ويفرض سقفاً على كل المستويات للوضع.

وقال “هناك سيطرة وهيمنة للعدو الإسرائيلي على مساحة واسعة يسعى للامتداد من خلالها إلى الفرات، وكل التعاطي في داخل سوريا ومن خلف سوريا يمهد لتحقيق أهدافه العدو وهذا مؤسف ومحزن”.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن ما يحصل في سوريا خطر أيضا على العراق والأردن والبلدان المجاورة وهذه حقائق تتجلى للناس، وعليهم أن يبصروا للحقائق وألا يتعاملوا معها بحالة من العصبية المفرطة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي مستمر في تثبيت معادلة الاستباحة وهي المعادلة التي يسعى إلى أن تكون شاملة لكل هذه الأمة.

وأضاف “العدو يسعى ألا يكون في مقابل معادلة الاستباحة استثناء لأي بلد عربي ومسلم، وفي سياق الاستباحة يأتي الاعتداء على دولة قطر، على دولة ذات سيادة لها تأثيرها على المستوى الإقليمي وعلاقاتها الدولية الواسعة”.

وتابع “تم الاعتداء على قطر بما لها من دور أساسي في مفاوضات السلام ووقف العدوان على غزة، والعدو الإسرائيلي باعتدائه على قطر يرتكب عدوانين، عدواناً يستهدف به الوفد المفاوض لحركة حماس المتواجد في دولة قطر، وعدوان على السيادة القطرية”.

وأفاد بأن العدو الإسرائيلي بهذا التجاوز في قطر يكشف لكل الدول العربية، سواء في الخليج وفي غير الخليج أنه يسعى لتوسيع معادلة الاستباحة، ويكشف أنه لا يحترم أي حق في هذه البلدان لا حق السيادة ولا أي اعتبارات أبداً”.

ومضى بالقول “لا شك أن العدو الإسرائيلي في إقدامه على العدوان على قطر كان مطمئنا إلى الدعم الأمريكي والمساندة الأمريكية، الشريكٌ مع الإسرائيلي في تكريس معادلة الاستباحة الجائرة، الظالمة، العدوانية”.

وعد السيد القائد، المشكلة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية أن يُكتفى بالبيانات كموقف نهائي، وبعض الأنظمة الغربية تراعي العدو الإسرائيلي حتى من العبارات الجارحة للمشاعر وتتحرى بدقة وعناية فائقة عبارات لا تحمل أي مضمون إدانة.

وأردف قائلًا “في العدوان على اليمن لا يوجد أي تعليق من الأنظمة العربية بل أحياناً تعليقات مؤيدة للعدو الإسرائيلي، والمشكلة في واقعنا العربي والإسلامي أن يتحول التصريح أو البيان بحد ذاته هو الموقف”.

واستطرد “من غير المستغرب أن يُكتفي بالبيانات من قبل البلدان الغربية التي هي داعمة للعدو الإسرائيلي وشريكة له في أطماعه”، مبينًا أن المشكلة في العالم الإسلامي أن يكون الموقف هو إعلان التضامن الكلامي في عدة سطور وانتهى الأمر.

وقال “لو كانت البيانات العربية والإسلامية معبرة عن مواقف عملية لكان لها ثقلها وأهميتها وتأثيرها، لكن لا توجد دولة عربية واحدة من دول التطبيع أعلنت عن قطع علاقتها مع العدو الإسرائيلي نتيجة ما يفعله في قطاع غزة أو قطر وسوريا ولبنان واليمن”.

وأكد قائد الثورة، العدوان على قطر انتهاك لحرمة دول الخليج بكلها، لكن لم يرق الموقف من بعض دول الخليج إلى أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية في الحد الأدنى مع العدو، خاصة وأن كيان العدو وداعموه عرفوا أن السقف في الواقع العربي والإسلامي على المستوى الجماعي أو الأحادي هو سطور تكتب في ورقة وليس أكثر.

وأضاف “شطب أي تحرك عملي ضد العدو حتى في الحد الأدنى يشكل خطورة كبيرة على الأمة وزاد من أطماع العدو الإسرائيلي، والبلطجة والعربدة الإسرائيلية منشؤها شطب كل تحرك عملي وفعلي من قبل الأنظمة العربية والإسلامية”.

وأشار إلى أن استراتيجية البيانات ليس معمولاً بها في كل الدنيا إلا عند العرب والمسلمين، ولا يوجد من يقدم ذلك بأنه مجدٍ لأي أمة تتعرض للاعتداءات، ومن الغباء الرهيب والعمى الذي لا يماثله عمى أن يقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي من استباحة بكتابة عدة أسطر وانتهى الأمر دون أي موقف عملي.

ووصف استراتيجية البيانات دون أي موقف عملي بالاستراتيجية الغبية، واستراتيجية الغباء المفرط، والضلال المبين، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يوسع بعدوانه على قطر معادلة الاستباحة بما في ذلك على دول الخليج وسائر البلدان العربية.

وتابع “من الفظيع ما سمعناه من وسائل الإعلام عن أن الرئيس الأمريكي ترامب المجرم الكافر اشترك في عملية التضليل بتقديم ما أسماه بمقترح من أجل أن يجتمع عليه الوفد المفاوض في قطر لدراسته، لتتم عملية الاستهداف أثناء الاجتماع، ونحمد الله أن العملية فشلت ونهنئ إخوتنا في حركة حماس بفشل هذا العدوان الإسرائيلي”.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدوان الإسرائيلي فاشل بالرغم من انتهاكه الكبير لسيادة قطر، لكنه إنذار مهم لكل البلدان العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن كيان العدو الإسرائيلي لم يراعِ دور قطر في مفاوضات السلام، ولا علاقاتها الدولية والإقليمية.

وتناول المظاهرات التي حدثت الأسبوع الحالي في 13 بلدا من أبرزها مظاهرة كبيرة في بلجيكا وأخرى في المكسيك، وكان هناك اعتقالات في بريطانيا شملت نحو ثلاثمائة متظاهر.

وتحدث عن أسطول الصمود المستمر في محاولاته الرمزية التضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد الحصار الإسرائيلي.

وجددّ التأكيد على أن خيارات ما يسمى بالسلام والرهان على أمريكا هي عبارة عن استسلام وتدجين، والرهان على أمريكا من تعتقد بالمعتقد الصهيوني شيء رهيب وغريب جداً.

واعتبر تسمية أمريكا براعية السلام كارثة وغباءًا رهيبًا جداً، وهذه التسمية هي جرم بحد ذاتها، مؤكدًا أن الأمة بحاجة للجهاد لأنه وسيلة حماية ولأنه الذي سينقذها من هذه الحالة المتردية المتدنية على كل المستويات.

وبين أن الأمة تعاني من حالة تدنٍ في الروح المعنوية وفي الواقع التربوي وتدنٍّ على مستوى القيم والأخلاق والعزة والإباء، مشيرًا إلى أن الضمير الإنساني يموت في واقع الأمة الإسلامية، والإحياء لها لا يكون إلا بالدين والإيمان الذي يلحظ كل الجوانب.

وأضاف “الأمة الإسلامية لا تنقصها الإمكانات لكنها تعاني من الوهن ومن انعدام الرؤية والبصيرة وتعاني من مفاهيم التدجين والإخضاع للعدو”، مؤكدًا أن الجهاد في سبيل الله هو مسيرة بناء وتربية، وهو ليس تصرفا عسكريا فقط في الساحة.

وشدد السيد القائد على أن الأمة بحاجة للإحياء الإيماني التربوي الأخلاقي لبناء القدرات والإمكانات وإحياء الشعور بالمسؤولية، موضحًا أنه إذا فُصلت الجوانب التربوية عن مسألة الجهاد تبقى محدودة التأثير ومحدودة النتائج وسقف الجهاد عالٍ وعظيم يرتقي بالأمة وينتشلها من حالة الوهن المخزي والضعف المستشري.

وأكد أن الحق واضح والمظلومية واضحة، ولا بد من موقف وتحرك ضد المخطط الصهيوني، متسائلًا “لماذا لا يقبل المسلمون على دراسة مسيرة النبي الجهادية للاستفادة منها والاهتداء بها والتحرك على أساسها؟”.

ودعا أبناء الشعب اليمني إلى استمرار الاهتمام في الربيع المحمدي خلال الشهر بالأنشطة المكثفة المرتبطة بعنوان الاهتداء بالقرآن لمواجهة اليهود، وقال “من المهم تكثيف الأنشطة لا سيما في خطب الجمعة والمدارس للتوعية بطبيعة الصراع مع اليهود بالاهتداء بالقرآن”.

وتحدث السيد القائد، عن عمليات الأسبوعين الماضيين التي نفذت بـ 38 ما بين الصواريخ وطائرات مسيرة وعمليات سلاح الطيران المسير كثيرة وفعالة وكانت بـ 23 مسيرة استهدفت عدة أهداف في الخضيرة ويافا وأسدود، وعسقلان والنقب وأم الرشراش.

وذكر بأن العملية الموفقة كانت باستهداف المطار الذي يسميه العدو الإسرائيلي بمطار رامون وعملية أيضاً مهمة باتجاه مطار اللد، وهناك أيضاً عمليتين لاستهداف سفينتين تجاريتين تابعتين للعدو الإسرائيلي في أقصى شمال البحر الأحمر.

وبخصوص الأنشطة الجامعية، أكد أن خروج الجامعات اليمنية، يقدم النموذج لكل الجامعات، معبرًا عن الأمل في أن يكون ضمن الأنشطة الجامعية العناية بالدراسات والأبحاث والندوات المتصلة بالقضية الفلسطينية والعدو الصهيوني وخلفية الموقف الأمريكي وعن التوجهات وما تبنى عليها والحلول التي تنقذ الأمة من خلال الرؤية القرآنية المباركة.

وقال “ما نقدّمه من تضحيات هي أقل بكثير مما يمكن أن يلحق بنا من خسائر لو كنا في خيار واتجاه آخر ومن استنزاف لو كانت خياراتنا أخرى، واستنزاف وضياع وليس له قيمة ولا ثمرة ولا نتيجة طبية لا في الدنيا والآخرة”.

وأضاف “كل ما نقدّمه من تضحيات وما نحن فيه من موقف، موقف جاد منع الملاحة البحرية للعدو الإسرائيلي هل هو موقف يمكن فيه مسرحيات أو مزح أو مغالطات، نحن في موقف راق ومتقدم جدًا من أكبر وأعلى مستوى بالمواقف وهو ليس فيه مجال للمسرحيات، موقف صادق وجاد وعظيم وقوي ومؤثر ويشطب على العدو واحداً من أكبر خطوطه الحمراء”.

وأكد قائد الثورة أن القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي موقف لا مجال فيه للمسرحيات، إنما للجد وبفضل الله اليمن في الموقف الصادق والجاد والعظيم وفي مستوى وبسقف عال جداً في موقفه.

وقال “وصلتنا دعوة من كتائب القسام تدعو أبناء أمتنا إلى التضرع إلى الله تعالى أن يكشف الكرب عن إخوانهم في غزة بركعتين في جوف الليل ثم بالفرج لأهل غزة مساء اليوم، ليلة الجمعة وندعو للاهتمام بدعوة كتائب القسام والاستجابة لها على نطاق واسع”.

وحث على الدعاء المستمر والالتجاء إلى الله تعالى من موقع العمل ومن موقع الاستجابة لله تعالى، داعيًا أبناء الشعب العزيز إلى الخروج المليوني العظيم يوم غد إن شاء الله الجمعة في العاصمة صنعاء وفي مختلف المحافظات والساحات.

وأضاف “أدعو شعبنا للخروج المليوني غدا استجابة لله وجهاداً في سبيله، ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وتضامناً مع كل أبناء أمتنا الإسلامية، وتعبيراً عن ثباتنا في مواجهة العدو الإسرائيلي مهما كانت جرائمه مهما كانت اعتداءاته على بلدنا”.

واختتم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمته بالقول “خروج شعبنا أيضاً لا يزال في إطار الربيع المحمدي فنحن لا نزال في أجواء هذه المناسبة المباركة، كما أن خروج شعبنا غدا لنعلن التضامن مع المستهدفين من أبناء أمتنا، مع قطر والوفد المفاوض وحركة حماس وأبناء أمتنا الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى