تقارير وحوارات

ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر في خطابات السيد القائد .. الأبعاد والدلالات (الجزء الأول)

في لحظة تاريخية فارقة، أطل السيد القائد يحفظه الله، على أبناء الشعب اليمني مساء الأربعاء، الموافق 24 من سبتمبر 2014م، بعد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، موجهاً العديد من الرسائل الوطنية العميقة، والدلالات السياسية والاجتماعية التي أرست معالم مرحلة جديدة، عنوانها: العدالة، والشراكة، والتكافل الوطني.

 

التهنئة ورسائل الطمأنة

افتتح السيد القائد خطابه بتهنئة أبناء الشعب اليمني على نجاح ثورتهم، مؤكدًا أن هذه الثورة المباركة جاءت من وجدان الشعب وتضحياته، لترسي أسس العدالة، وتُطلق مرحلة من الشراكة الوطنية بعيداً عن الإقصاء والاستئثار.

وبروح وطنية عالية، وجّه رسائل طمأنة لكل القوى والمكونات السياسية، نافياً أي توجهات للانتقام أو تصفية الحسابات، وداعيًا إلى التكاتف والتعاون في سبيل عبور المرحلة الانتقالية بنجاح، بما يخدم تطلعات جميع اليمنيين دون استثناء.

 

شكر وتقدير وطني خاص

وجّه السيد القائد الشكر إلى أبناء الشعب اليمني كافة، مشيدًا بدورهم الفاعل في إنجاح الثورة، كما خصّ بالشكر المؤسسة العسكرية، مثمنًا مواقفها الوطنية وامتناعها عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، مما أسهم بشكل كبير في تجنيب البلاد الفوضى، وتحقيق الانتصار بإرادة شعبية خالصة.

 

تحديات ما بعد النصر .. الفساد والإرهاب

لم يغب عن خطاب السيد القائد تقييم مرحلة ما بعد الثورة وتحديد أولوياتها، حيث أشار إلى التحديات الكبرى، وعلى رأسها الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والذي اعتبره من أخطر الآفات التي أضرت بالوطن والمواطن، بالإضافة إلى التحدي الأمني المتمثل في خطر القاعدة والتنظيمات الإرهابية، التي تهدد أمن اليمن واستقراره.

 

خطاب المبادئ والرؤية الوطنية .. تأكيد على القضايا المحورية

ومن أبرز ما ركّز عليه السيد القائد في خطابه التاريخي، هو التأكيد على أن ثورة الشعب اليمني لم تكن موجهة ضد أحد، بل جاءت استجابة لمطالب مشروعة طال انتظارها، وأوضح أن هدفها الأساسي هو إقامة العدل، وإرساء مبدأ الشراكة السياسية، وإنهاء الاستبداد، والاستئثار بالسلطة والثروة، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله.

وأكد أن الثورة لا تحمل أي نوايا للثأر أو الانتقام من أي طرف، بل تعبر عن تطلعات كل اليمنيين، بكل مكوناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، وهي ليست موجهة ضد حزب أو جماعة، وإنما من أجل بناء يمن يتسع للجميع.

كما شدد السيد القائد على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، الموقع من المكونات السياسية، باعتباره مخرجًا سياسيًا يلبي مطالب الشعب، ويؤسس لصيغة سياسية وطنية جديدة قائمة على التوافق والشراكة الحقيقية.

وفي جانب آخر، تضمن الخطاب دعوة واضحة إلى تمكين الشعب اليمني من خيراته وثرواته، ورفع حالة البؤس والحرمان التي عانى منها لعقود، والتوجه نحو بناء اقتصاد وطني يخدم المواطن، ويوفر له الحياة الكريمة.

 

خاتمة

يمكن اعتبار خطاب السيد القائد في 24 سبتمبر 2014 بمثابة وثيقة وطنية جامعة، لم تقتصر على تهنئة الشعب بالانتصار، بل قدمت رؤية شاملة للمرحلة الجديدة، مبنية على مبادئ العدالة، والشراكة، والمصالحة الوطنية، ومحاربة الفساد، والتأكيد على أن الثورة هي ملك لكل اليمنيين، لا تسعى للإقصاء أو الثأر، بل إلى إقامة دولة عادلة تحترم الجميع وتخدم الجميع.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى