في ذكرى الثورة المجيدة .. معلومات تكشف أسرار تصعيد الاستهداف الصهيوأمريكي لليمن

تقرير/
توقيت العدوان وتحركات أدواته
التزامن مع ذكرى ثورة 21 سبتمبر، حيث اختار تحالف العدوان الصهيوأمريكي وحلفاءه السعودية والامارات ، توقيت التصعيد ليتزامن مع الاحتفالات الشعبية والرسمية بذكرى ثورة 21 سبتمبر المجيدة، والهدف من هذا التوقيت ليس عسكريًا فحسب، بل رمزيًا وسياسيًا، لمحاولة كسر الروح المعنوية والتشويش على زخم الثورة ومكانتها في الوجدان الشعبي.
تحريك أدوات الفوضى من المرتزقة والعملاء
رُصدت تحركات مكثفة لأدوات العدوان في مناطق محددة عبر حملات إعلامية مدفوعة، وتحريضات طائفية ومناطقية.
وعودة محاولات إحياء أدوات قديمة من المرتزقة، وافتعال الأزمات ، لخلق حالة من الإرباك الداخلي.
ما الذي حققته ثورة 21 سبتمبر لتُستهدف بهذا الشكل؟
إنهاء عقود الوصاية الأمريكية والدولية، قبل الثورة كانت اليمن تخضع للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أي أنها كانت دولة فاشلة حسب التصنيف الدولي، ومعايير دول الاستكبار، ويسمح بالتدخل الدولي المباشر في شؤونها واستباحة أراضيها،
كانت السفارة الأمريكية في صنعاء، عبر سفيرها آنذاك، تدير الدولة من خلف الستار، وتتحكم في القرار السيادي، وصولًا إلى تعيين المسؤولين وإدارة الملفات الأمنية والسياسية.
استعادة القرار الوطني والسيادة، الثورة أنهت الهيمنة الأجنبية، ووضعت حدًا للوصاية، وأعادت الاعتبار للقرار اليمني الحر، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، فلم تعد السفارات هي من تُقرر مصير الشعب اليمني، بل أصبح الشعب هو من يملك قراره بإرادته المستقلة.
القطيعة مع المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، الثورة اصطدمت مباشرة مع أدوات المشروع الأمريكي في اليمن والمنطقة، بدءًا من الأدوات السياسية والاقتصادية، وصولًا إلى العسكرية منها، وتحولت صنعاء إلى مركز مقاومة للمشروع الصهيوأمريكي، ورافعة لمشروع التحرر على مستوى الأمة.
الأهداف الاستراتيجية للعدوان الحالي
كسر نموذج الثورة اليمنية، تسعى قوى العدوان لإجهاض النموذج اليمني المقاوم الذي أثبت إمكانية التحرر من الهيمنة الأمريكية رغم الحصار والعدوان،
إعادة تدوير أدوات الوصاية، بمحاولة إعادة تمكين المرتزقة، وإعادة تشغيل أسطوانة الحديث عن الشرعية، وهو ما كشفته مساعي واشنطن وتل أبيب لإعادة أدواتهما القديمة إلى المشهد السياسي.
إفشال التحولات الاقتصادية والعسكرية للثورة، وتصاعد القوة العسكرية اليمنية، وخاصة في المجال الصاروخي والطيران المسيّر، بات تهديدًا جديًا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، لذا يسعون لتقويض هذه الإنجازات بأي ثمن .
ثورة 21 سبتمبر كمشروع قرآني تحرري
التحرر من العبودية لغير الله، شعار الثورة الحرية والاستقلال، لم يكن مجرد شعار سياسي، بل تجسيد للمبدأ القرآني، أن لا عبودية إلا لله، ولذا فقد رفضت الثورة الخضوع للمستكبرين، ورفضت الهيمنة الأجنبية مهما كانت كلفتها.
وهي امتداد للمشروع الإيماني المقاوم، لأنها جزء من مشروع نهضة أمة، مناهض للاستكبار، يسير في نفس سياق حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها.
السيد القائد يكشف أبعاد المؤامرة ويحذر من مخاطر استهداف مكتسبات الثورة المجيدة
لم تغب عن قائد الثورة، السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، حقيقة الاستهداف المتواصل للثورة منذ انطلاقتها وحتى اليوم، فقد أكد السيد القائد أن العداء الأمريكي الصهيوني للثورة اليمنية ينبع من كونها ثورة تحررية أنهت حقبة كاملة من الوصاية الأجنبية على اليمن، التي كانت تُدار عبر السفارات، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية، وتحت غطاء الشرعية الدولية المفروضة بموجب البند السابع للأمم المتحدة،
كما حذر السيد القائد من أن أي محاولة لإعادة أدوات الهيمنة والوصاية القديمة تحت شعارات الشرعية أو غيرها، ليست سوى استنساخ لنفس المشروع الاستعماري الذي سقط في 21 سبتمبر.
ويؤكد أن ما كان يُدار بالسفارات وتحت البند السابع هو شكل من أشكال الاحتلال الناعم، وأن الثورة لم تكتفِ بإسقاط النظام التابع، بل أسقطت كامل البنية الاستعمارية التي كانت تتحكم بالقرار اليمني.
وشدد السيد القائد على أن التحدي القائم اليوم ليس مجرد مواجهة عدوان عسكري، بل مواجهة مشروع شامل لإعادة اليمن إلى الحظيرة الأمريكية، تحت عناوين مختلفة، وهو ما يتطلب وعيًا شعبيًا ويقظة استراتيجية.
إن ثبات الموقف السياسي للثورة وقيادتها في مواجهة الضغوط الدولية، ورفضها العودة لأي شكل من أشكال التبعية، هو ما يجعلها مستهدفة على كل المستويات.
الهدف الخفي وراء الاستهداف
تتجاوز دوافع العدوان الظاهرة على اليمن الأبعاد الإقليمية التقليدية لتصل إلى هدفٍ استراتيجي أعمق، وهو إجبار اليمن على التخلي أو التراجع عن مواقفه المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة، ووقف عملياته المتصاعدة التي تسببت في إلحاق خسائر ميدانية واستراتيجية بالعدو على مستويات اقتصادية ،عسكرية، سياسية، واستخبارية، وتحمل هذه المحاولات طابعًا مزدوجًا، ما بين سياسي دبلوماسي، ومحاولات خلق ضغوط دولية وإقليمية لإقناع أو إجبار اليمن وقواتها المسلحة ،على تبني مواقف أكثر حيادية أو الانسحاب من العمليات الداعمة لغزة بحجة تجنيب البلد مزيدًا من التصعيد أو الضغوط، وعسكري عملياتي من خلال استهداف قدرات الضغط والردع اليمنية عبر ضرب البنية التحتية والأعيان المدنية، ومحاولة إيقاف القوات اليمنية من تنفيذ عمليات تفرض تكلفة على العدو.
إن هذا الهدف يؤكد أن المواجهة ليست محصورة بحدود اليمن وحدها، بل جزء من صراع أوسع حول مسارات الدعم للمقاومة في المنطقة، لذلك فإن صمود الثورة ورفضها للتراجع عن مواقفها المساندة لغزة يُعدان حجر الزاوية في مقاومة هذا المخطط.
كما يوضح أن الهجوم ليس فقط ضد سيادة اليمن الداخلية، بل ضد دوره الإقليمي المحرر، الأمر الذي يجعل من الدفاع عن الثورة دفاعًا عن خيارٍ تضامني واستراتيجي مع قضايا الأمة.
ماذا بعد؟
اليمن بعد الثورة لم يعد كما كان في مرحلة الارتهان للعدو والوصاية، وهو ما يدفع الأعداء إلى شنّ عدوان مركب، سياسي، إعلامي، عسكري، واقتصادي، ومع ذلك، فإن تمسك الشعب اليمني بمبادئ ثورته، ووعيه بحجم التآمر الخارجي، هو الضمانة الأساسية لاستمرار الصمود والانتصار، لكي لا يحقق العدو النتائج التي يسعى اليها ، لتهميش الدور اليمني المقاوم والمساند لغزة.
خاتمة
في ضوء ما تم عرضه ، يتضح أن العدوان الصهيوأمريكي وأدواته على اليمن لم يكن ناتجًا عن معطيات عسكرية أو سياسية آنية فقط، بل هو امتداد لمشروع استعماري طويل الأمد، يهدف إلى إجهاض مكتسبات ثورة 21 سبتمبر المجيدة، وإعادة اليمن إلى عهد الوصاية والتبعية تحت إدارة السفارات والبند السابع، وهو ما رفضه الشعب اليمني جملةً وتفصيلًا.
لقد كشف هذا التقرير عن الأبعاد الحقيقية للمؤامرة التي تُحاك ضد اليمن، حيث لا تقتصر أهدافها على الداخل اليمني، بل تمتد لتشمل محاولة فرض التراجع عن الموقف المبدئي والثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، والذي بات يُشكّل تهديدًا حقيقيًا للعدو الصهيوني على المستوى الاستراتيجي.
كما أبرز التقرير الدور الريادي الذي تقوم به قيادة الثورة ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، في تنبيه الشعب اليمني إلى خطورة هذه المرحلة، والتأكيد على أن الاستهداف هو استهداف للسيادة والاستقلال، وللهوية الإيمانية التي بُنيت عليها الثورة.
وهو ما يؤكد أن ما تتعرض له اليمن اليوم من تصعيد وعدوان مركّب سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، ما هو إلا محاولة يائسة لإخماد صوت الثورة، وكسر إرادة التحرر، وطمس هوية المشروع القرآني الذي أعلن بكل وضوح، (لا عبودية إلا لله)، ورفض الخضوع لأي وصاية أجنبية.
إن أهمية هذا التقرير تكمن في تسليط الضوء على الخلفيات الحقيقية والأهداف الخفية لهذا العدوان، وتقديم قراءة متكاملة تربط بين الماضي الاستعماري، والحاضر المقاوم، والمستقبل الذي تسعى قوى الهيمنة إلى السيطرة عليه، وهو دعوة لكل الأحرار والغيورين على بلدهم وقضايا أمتهم، لتعزيز الوعي، ورفع مستوى الجاهزية، والتمسك بمسار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها.
إن العدوان الصهيوأمريكي وأدواته في المنطقة السعودي والاماراتي ، على اليمن، وخاصة في هذه المرحلة، ليس ناتجًا عن قوة يمتلكها العدو، بل عن خوفه المتزايد من صعود النموذج الثوري التحرري القائم على مبدأ السيادة الكاملة، والعبودية الخالصة لله وحده، ورفض كل أشكال الاستعمار المباشر وغير المباشر، ولهذا فإن ثورة 21 سبتمبر ليست حدثًا عابرًا، بل محطة مفصلية في تاريخ اليمن والمنطقة.