كتاب جديد يكشف: بريطانيا شريك في تدمير غزة إعلامياً وسياسياً

نشرت مجلة “ذي نيشين” مقابلة أجراها الصحفي إيفان روبينز مع الصحفي البريطاني بيتر أوبورن مؤلف كتاب “المتواطئ: دور بريطانيا في تدمير غزة”.
ووجّه الكاتب والصحفي البريطاني المعروف في المقابلة انتقادات شديدة للإعلام البريطاني، وعلى رأسه هيئة الإذاعة البريطانية BBC، متهماً إياه بالتواطؤ في «حرب الإبادة» التي تتعرض لها غزة.
وأكد أوبورن في المقابلة أن الإعلام البريطاني “وقف ببساطة إلى جانب إسرائيل، حتى وإن تظاهر بخلاف ذلك، وأن المؤسسات الصحفية التي كانت ذات يوم تمثل قيمًا مستقلة ومهنية قد تحولت إلى أدوات دعائية لقتلة الأطفال”.
BBC “كارثة إعلامية وأخلاقية”
أوبورن اعتبر أن المذكرة المسربة التي تزعم عدم انحياز BBC لإسرائيل تتناقض جذرياً مع الواقع، قائلاً إن تغطية الهيئة لغزة كانت «كارثة إعلامية وكارثة أخلاقية».
وأضاف أن المستشار في BBC مايكل بريسكوت «يبدو كما لو أنه متحدث داخلي باسم وجهة النظر المؤيدة لإسرائيل».
وأشار إلى أن المذكرة أغفلت تماماً التغطية المنحازة التي مارستها الهيئة، ومنها عدم ذكر عقيدة الضاحية أو بروتوكول هانيبال، مؤكداً: «من المستحيل فهم الهجوم العشوائي على المدنيين دون فهم هذه العقيدة».
كما كشف عن فشل BBC في تغطية استهداف الصحفيين، موضحاً أنه «لم تُشر بي بي سي سوى إلى مقتل 6٪ من الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا»، مقارنة بـ«60٪ في أوكرانيا».
تجريد الفلسطينيين من الإنسانية
وانتقد أوبورن الازدواجية الصارخة في سردية BBC، قائلاً إن «الإسرائيليين الذين قُتلوا على يد حماس يحصلون على تغطية إعلامية أكبر بثلاث وثلاثين مرة من الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد إسرائيل»، واصفاً ذلك بأنه تجريد منهجي للفلسطينيين من إنسانيتهم.
إعلام بريطاني خاضع لضغوط أميركية
اعتبر أوبورن أن الأزمة تكشف تحول الإعلام البريطاني إلى نموذج قريب من الإعلام الأميركي الخاضع لسلطة اليمين الشعبوي، محذراً: «إن هناك تحركا قادما من وراء المحيط الأطلسي… لخلق إعلام تابع ومذعور وخاضع».
وأشار إلى دعم صحف واسعة الانتشار مثل التلغراف والديلي ميل لهذا التوجه، ومحاولاتها الدفع باتجاه «استبدال BBC بنسخة من فوكس نيوز».
تحالف سياسي-إعلامي يشرعن الحرب
وأشار أوبورن إلى توافق كامل بين الأحزاب البريطانية الكبرى في دعم الحرب، قائلاً:
«شكّل الحزبان الرئيسيان… تحالفا ضمنيا بين الأحزاب، متفقين على أن ما يفعله نتنياهو مقبول».
وأضاف أن الإعلام أصبح «كلب الهجوم على المتظاهرين» المناصرين لفلسطين، واصفاً اتهامهم بمعاداة السامية بأنه «خرافة إعلامية».
صمت إعلامي عن جرائم ما بعد وقف إطلاق النار
انتقد أوبورن تجاهل الإعلام البريطاني للخروقات اليومية لوقف إطلاق النار، مؤكداً: «قُتل ما يقرب من 250 فلسطينيا في غزة منذ ما يسمى بوقف إطلاق النار… ومع ذلك بالكاد تُبلغ وسائل الإعلام عن هذه الخروقات».
وأكد أن التغطية البريطانية ما زالت تميل لخدمة الرواية الإسرائيلية رغم كل الانتهاكات.
تجاهل الاستيطان والعنف في الضفة الغربية
وأشار أوبورن إلى صمت الإعلام والحكومة البريطانية إزاء «حملة العنف الفاشي التي تشنها ميليشيات المستوطنين في الضفة الغربية»، مؤكداً أن مسؤولين مثل سموتريتش «أُطلقت أيديهم» تحت غطاء الحرب على غزة.



