أخبار ريــمةالأخبارالأخبار المحليةمحليات

بني واقد في ريمة يشقون طريق المقطار بأيديهم وإرادتهم لإنهاء معاناة الأجيال

 

في إطار نافذة مجتمع العطاء، تجسد أبناء بني واقد في مديرية الجعفرية بمحافظة ريمة أروع صور التكافل والصمود، حيث يبادر الأهالي إلى شق طريق المقطار الجبلية بطول يقارب ثماني كيلومترات، بجهود ذاتية ودعم من الدولة، في مواجهة الحرمان الطويل الذي عانت منه المنطقة.

مراسل قناة المسيرة الذي نفذ جولة ميدانية إلى المنطقة قال  “لمسنا حجم المعاناة التي عاشها الأهالي، إذ لا مشاريع خدمية لديهم، ولا مدارس، ولا وحدات صحية، ولا حتى جامع، فيما كانت الطرق الوعرة عائقاً دائماً أمام تنقلاتهم، حتى إن البعض كان يعجز عن نقل “كيس برّ” على ظهور الدواب.

من جانبه قال أحد الأهالي: “عانينا نحن وآباؤنا وأجدادنا.. ولد بعد ولد، واليوم بعد أن ضحّينا وشققنا جزءاً من الطريق بجهودنا، نشعر بتحسن، لكننا ما زلنا محرومين لأن المشروع لم يكتمل بعد.”

وأكد آخر: “أول مبادرة كانت جمع الناس والشباب، وكل واحد قدّم بما يستطيع، لأن المنطقة بلا أي خدمات” ، لافتاً إلى أن طريق المقطار – مغربة حوام الصافح – الذي يبلغ طوله ثمانية كيلومترات، تم تنفيذ أربعة كيلومترات منه على أربع مراحل، بتكلفة تراوحت بين 30 إلى 40 مليون ريال لكل مرحلة، فيما وصلت التكلفة الإجمالية حتى الآن إلى نحو 80 مليون ريال، ويتوقع أن تبلغ 120 مليون ريال عند اكتماله.

الأهالي أوضحوا أن المرحلة الأولى تمت بالأيادي، لكن صعوبة التضاريس دفعتهم لاحقاً للاستعانة بالمعدات التي وفرتها الدولة عبر وحدة التدخلات المركزية الطارئة، إضافة إلى دعم المجلس المحلي بالديزل لتسيير العمل.

السلطة المحلية ومؤسسة بنيان بدورها نفذتا زيارة ميدانية للمشروع وقدمتا 13 ألف لتر من الديزل كمساندة للمجتمع، وأكد المسؤولون أهمية استمرار الدعم لبناء الجدران الساندة واستكمال ما تبقى من الطريق.

من ناحيته قال أحد مسؤولي التدخلات المركزية: “هذه المبادرة واجبة علينا دعمها حسب الإمكانيات، وسنواصل الوقوف إلى جانب المجتمع لإنجاز هذا المشروع الحيوي” ، مشيراً إلى أن هذه الطريق الرابط الحيوي بين منطقة الأقواس المعبدة والمديرية، و سيُسهّل حركة المواطنين في قمم الجبال الشاهقة، ويعزز وصول الخدمات ويقلل من معاناة موروثة عبر الأجيال.

ما يجري اليوم في بني واقد هو قصة كفاح تتحول إلى واقع بشق طريق وحكاية صمود وإرادة وتعاون مجتمعي، تُجسّد معنى العطاء في أنقى صوره، ليحصد ثمارها أبناء المنطقة جيلاً بعد جيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى