المقالات

OCTOBER 15, 2017 طالب الحسني: “شرعية” هادي وحكومته في أيامها الأخيرة.. واستغاثات بن دغر لن تلق تجاوبا سعوديا

طالب الحسني
أربع فعاليات أقيمت في الذكرى الـ 54 لثورة أكتوبر1963 ونيل إستقلال المحافظات الجنوبية اليمنية وطرد الإستعمار البريطاني ، ثلاث منها في عدن ، هذه الفعاليات متضادة وتكشف انقساما سياسيا وعسكريا وجهويا . الفعاليات الثلاث التي نظمت في عدن جنوب اليمن هي الأهم لسبر أغوار الأزمة ، الأزمة هنا مرتبطة بالتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ومدعوم أمريكيا
ثلاث تيارات رئيسية تتموضع في 7 محافظات جنوبية كانت هذه المحافظات محتلة ودولة مستقلة قبل اتفاق الوحدة عام 1990 مع الشمال ، التيار الأضعف فيها يؤيد حكومة هادي الذي يقيم في السعودية وتواترت أنباء شبه مؤكدة أنه تحت الإقامة الجبرية وغير قادر على العودة إلى عدن وازدادت تعقيدات عودته بعد تعرض أبرز حليف سياسي وعسكري له حزب الإصلاح (إخوان اليمن ) للملاحقة في المحافظات الجنوبية وأحرقت مقراته في هذه المحافظات عدا عن إعتقال قياداته وناشطيه ، وبالكاد تمكن رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر من إقامة أحتفال رسمي بالمناسبة بعد تعرض موكبه أي بن دغر لإطلاق النار ، هذا التيار لم يعد مدعوما بصورة قوية من السعودية وصمتت ولم تصدر حتى إدانة لما يتعرض في عدن ، التيار الثاني وهو الأقوى عسكريا وسياسيا وأمنيا ويقوده المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي أُعلن عنه في مايو الماضي ويطالب بفك الإرتباط ورفع أنصاره هذه المرة أعلام إقليم كردستان وكتالونيا ودعا رئيسه عيدروس قاسم الزبيدي إلى استفتاء على غرار ما حدث في كردستان وكتالونيا ، وتدعم هذا التيار بصورة واضحة وعلنية الإمارات ويبسط سيطرة عسكرية وأمنية على معظم المحافظات الجنوبية ، أما التيار الثالث فهو جناح الحراك الجنوبي القديم الذي تأسس في العام 2007 ويطالب بفك الإرتباط أيضا ويصف ما تقوم به الإمارات بالإحتلال ولا يٌستبعد أن يتحالف مستقبلا مع صنعاء طالما استمرت عملية إقصاءه وإبعاده من الحياة السياسية ، إذ أن معظم قياداته غادرت بإتجاه القاهرة .
هذه الخارطة السياسية والعسكرية تنذر بصراع كبير أبرز نتائجه تقويض وجود تيار هادي وحكومته بالمرة ويقضي على ما تبقى من مقومات بقاء التحالف بصورته الحالية بعد أن تفككت مكوناته ، وهذا الواقع ضاعف من قوة تحالف أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق صالح ، وتضاءلت مساحة فرص مناورة تحالف السعودية من هذه الجبهة ، وإذا أجريت عملية الإستفتاء وهي مرجحة بقوة كما وعد الزبيدي الذي قال أن هناك دول لم يسمها وعدته بالإعتراف بنتائج هذا الإستفتاء فإنها ستطلق رصاص الرحمة الأخيرة على ما يسمى شرعية هادي ، وهذا يعني أن هذه الشرعية في أيامها الأخيرة
المثير للدهشة أن السعودية التي لا تزال تقول للرأي العام المحلي و الدولي أن ” الشرعية ” التي شُكل التحالف العربي وأطلقت عمليتي ” عاصفة الحزم” و ” عاصفة إعادة الأمل” لإعادتها ، تسيطر على “80%” من مساحة الجمهورية اليمنية ، وهي أكذوبة كبيرة ، لم تقم بعمل أي شيء لمنع هذه ” الشرعية” وحليفها هادي من الإنهيار ولم يتبقى معها وتحت إدارتها سوى محافظة مارب شرق اليمن وعدد قليل من مديريات محافظة تعز وسط اليمن ، بل المرجح أنها سلمت للإمارات ، والسبب في ذلك أزمتها مع قطر وانتقال الجزء الأكبر من حلفاء هادي أي الإصلاح المحسوب على الإخوان لمهاجمة السعودية والإمارات ووصمها بالخيانة وطعن ” الشرعية” من الخلف
رئيس ” حكومة هادي ” أحمد عبيد بن دغر أطلق استغاثة لإنقاذ الجمهورية من السقوط ، الجمهورية التي يعنيها هنا هي ” حكومته وشرعية هادي” هذه الإستغاثة تعني أن المقبل من الأشهر إن لم يكن الأسابيع القليلة ستكون صعبة على هذا التيار الذي يعيش أزمة حقيقية وربما يعيش أيامه الأخيرة .
كاتب صحفي يمني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة