مائدة الغداء الأخيرة.. عائلة أبو دف ودّعت الحياة قبل ساعات من المجزرة في غزة

في ظهيرة يومٍ هادئ، اجتمع الأب محمود أبو دف مع أبنائه وأحفاده حول مائدة الغداء، ضحكاتهم كانت آخر ما سُمع قبل أن تتحول لحظة العائلة الأخيرة إلى مأساة.
فجر يوم الأربعاء 13 أغسطس الجاري، استهدفت طائرات العدو الإسرائيلي من نوع “أف-16″ منزل العائلة في حي الزيتون جنوب غزة بصاروخ مدمر، ما أدى لانهيار المبنى المكوّن من أربعة طوابق فوق ساكنيه مباشرة، مخلفًا مجزرة راح ضحيتها 11 فردًا من العائلة، بينهم الأب محمود وأطفاله وشقيقاته، فيما أصيبت والدته وشقيقة أخرى بحروق متفاوتة.
وروى نجل الشهيد معتز أبو دف تفاصيل اليوم السابق للقصف لموقع” فلسطين أون لاين:”، حين دعاه والده للغداء مع العائلة، قائلاً: “كانت دعوة عادية لكنها حملت دفئًا غريبًا. تبادلنا الضحكات والأحاديث، ثم تغير الجو وكأنهم يودّعوني دون أن يقولوا ذلك صراحة”.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها العائلة؛ ففي أكتوبر 2023، استشهد 6 من أفرادها في قصف سابق، ومع ذلك رفضوا مغادرة غزة بعد ترميم طابق أرضي للعيش فيه مؤقتًا.
اليوم، يعيش معتز أبو دف كشاهِد على الفاجعة، بعدما دفن معظم أفراد عائلته في قبور جماعية، مستذكراً وجوههم ودموعهم، ومتسائلاً: “لماذا يُستهدف منزل يضم نازحين مدنيين؟ أين ضمير العالم؟”.