أخبار ريــمةتقارير وحواراتمتابعاتمحليات

ريمة بين الجبال والتحديات .. مبادرة مجتمعية تنجز طريقاً استراتيجياً بأكثر من مليار ريال

في مشهد يعكس الإرادة الشعبية الصلبة والتكافل المجتمعي رغم غياب الدولة وشحّ الموارد، جسدت محافظة ريمة نموذجاً ريادياً في المبادرات المجتمعية على مستوى الجمهورية اليمنية، حيث تمكن أبناء المحافظة من تنفيذ مشروع شق وتوسعة طريق يربط بين مناطق بني العامري وبني الجدهني ووادي شداد بمديرية مزهر، بطول يتجاوز 14 كيلومترًا، وبتكلفة فاقت مليار ريال يمني.

وسط تضاريس جبلية شديدة الوعورة وندرة في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه، إضافة إلى غياب المشاريع الحكومية منذ عقود، تمثل هذه المبادرات بارقة أمل للسكان في تسهيل حياتهم اليومية والوصول إلى المرافق الأساسية.

وسلط برنامج نوافذ على قناة “المسيرة” اليوم، الضوء على واحدة من أبرز هذه المبادرات، التي قام بها أحد رجال الأعمال من أبناء ريمة، ودعم مباشر من مؤسسة بنيان التي ساهمت بتوفير 500 كيس إسمنت، إلى جانب مساهمات مجتمعية بالأيدي العاملة والمعدات والموارد المحلية.

المشروع الذي انطلق في طريق “حقيبة – ضحيان – وادي شداد”، ساهم في ربط العديد من التجمعات السكانية بمركز مديرية مزهر والمحافظة، ويُعد اليوم شريان حياة لأكثر من خمس مديريات، حيث تسهل هذه الطريق عمليات النقل والإمداد والخدمات الإنسانية، خاصة في ظل الحصار والعدوان المفروض على اليمن.

اليد العاملة البيضاء تكتب المجد

في مداخلة مباشرة، أوضح المشرف على المشروع المهندس حمود محمد الحيدري، ، أن العمل بدأ فعلياً بشق وتوسعة 10 كيلومترات، مع بقاء 4 كيلومترات أخرى قيد التنفيذ. وأشار إلى أهمية استكمال الأعمال الإنشائية المتمثلة في بناء الجدران الساندة، العبارات، تصريف السيول، وتثبيت الطرق، والتي تقدر تكلفتها بأكثر من 250 مليون ريال.

وأضاف المهندس الحيدري أن المشروع لم يكن ليُنجز لولا التكاتف المجتمعي، حيث ساهم الأهالي في توفير القوى العاملة، ونقل المواد، والمشاركة في أعمال البناء بشكل مباشر. كما أشار إلى أن الأمطار الغزيرة الأخيرة دفعت إلى إجراء دراسة هندسية لتفادي الانهيارات، ووضع خطط تصريف فعالة للمياه، لحماية الطريق واستدامته.

تقدير رسمي وشعبي للجهود

الشيخ ياسر اليالوني ، رجل الأعمال الممول للمشروع، حظي بإشادة واسعة من أبناء المنطقة، حيث اعتبر الأهالي أن ما قام به “عمل خيري عظيم سيبقى محفورًا في ذاكرة الأجيال،  كما ثمّنوا تفاعل ومساهمة مؤسسة بنيان، وبعض الجهات المحلية في دعم المشروع.

وتأتي هذه الجهود استكمالاً لزيارات ميدانية سابقة قام بها الرئيس مهدي المشاط إلى محافظة ريمة، بالإضافة إلى تعيين الدكتور محمد المدني مشرفًا على المبادرات المجتمعية في المحافظة، والذي تم مؤخرًا تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا في حكومة الإنقاذ الوطني، تقديرًا لجهوده المجتمعية والإنمائية.

رسالة إلى الجهات المعنية

وفي ختام حديثه، وجه المهندس الحيدري رسالة إلى الجهات الرسمية، لا سيما وزارة الإدارة المحلية، ووحدات التدخلات الطارئة، بضرورة دعم واستكمال المشروع، وتعزيز ثقافة المبادرة المجتمعية كرافد تنموي في ظل الأوضاع الراهنة.

ما تحقق في ريمة اليوم ليس مجرد طريق جديد، بل نموذج فريد لإرادة شعبية تُصرّ على البقاء والنهضة، حتى في ظل الحصار والعدوان، هذه المبادرات ليست فقط إنجازات محلية، بل دروس في الصمود والتكافل ينبغي أن تُحتذى على مستوى اليمن بأسره.

 

خاص| المسيرة نت

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى