النموذج الراقي في الاقتداء

أم المختار مهدي
في المسيرة البشرية الطويلة مـنَّ الله تعالى بنماذج عظيمة للتأسي والاقتداء بها في كل مجالات الحياة، والتي تكون على أرقى مستوى وتمثل أعظم دور للإنسان.
ومن بين تلك الشخصيات النموذجية الربانية هو خير هادٍ وخير قدوة وأسوة رسولنا محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- هو النموذج الراقي، والأعظم قدوة، والأسمى أخلاقًا وقيمًا كما حكى الله تعالى عنه في كتابه الكريم بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، الخُلق الذي تجسد في أقواله وأفعاله، في ذاته وصفاته، في تعامله مع الناس ورحمته بهم، في عدله وإنصافه حتى مع الكافربن والمنافقين؛ فلم يتجاوز العدل ولم يسرف في الغلظة والقسوة عليهم.
رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- هو الشخصية التاريخية المتميزة التي جمعت بين الأمل والعمل، وبين الشدة واللين كلٍّ في مقامه، وبين الهيبة والرحمة، وبين العلم والحلم، وبين الصفح والعدل، رباه الله تعالى فأحسن تربيته؛ ليجعله منارًا للهدى، ورمزًا للحق، ومشعلًا لكل ظلام.
ونحن في هذه المرحلة الخطيرة جدًا تفتك بنا الحروب، وتنال منا الفتن، وتغوص الأمة فيها في بحور من الضلال والفساد، فإننا بحاجة إلى من يمثل لنا سفينة نجاة في زمن وصل فيه الباطل إلى ذروته من النفاق والتضليل، وليس هناك من هو أعلى وأسمى وأرفع وأرقى من رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم.
إننا بحاجة ماسة إلى العودة الصحيحة والجادة إلى شخصيته العظيمة والراقية؛ لنأخذ منه الأخلاق والمبادئ والقيم، وما يجعلنا في مواجهة أعدائنا أقوياء، وفيما بيننا متواضعين رحماء، ومن الضلال والفساد في حصانة وغنى.
نحن وإذ أننا في شعب الإيمان والحكمة نمثل الامتداد للرسالة الإلهية مع حفيد رسول الله فيجب: أن نكون أول المقتدين، وأصدق المنتمين، وأسبق المؤمنين في صراط الله المستقيم، كما يجب علينا أن ندرك كما نتذكر أنه ما يليق بالنبي هو أن نقتدي به بالعمل مع القول، والارتباط الصادق مع إقامة المناسبات والشعائر؛ فرسول الله من أن يكون مجرد ذكرى تمر دون أثر.