المقالات

رسول الرحمة والهدى في يمن الصمود والحكمة

 

منال العزي

هاهي قلوب اليمنيين تنبض عشقًا وشوقًا لميلاد خير الورى، وتتجهز يمن الإيمان بكل شوارعها، وساحاتها، وابنائها؛ لاستقبال ذلك اليوم الأغر الذي يُعتبر عند اليمنيين أجمل وأعظم من كل عيد، من ينظر ليمن الإيمان والحكمة في هذه الأيام المحمديّة وقد اكتست لونًا أخضرًا في أروع طلعةٍ، وأجمل حُلةٍ، سيُجزم بأن محمدًا ينتمي لهذا الشعب العظيم ولهذا اليمن المجيد لا لغيره، ينتمي له منهجًا وإسلامًا حقيقيًّا، ينتمي له ولاءًا وتمسكًا وقرآنًا، وما يؤكد هذا الولاء والإمتداد الأصيل لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هي قوافل الشهداء والعطاء التي تُقَدَّم في هذا السبيل العظيم، سبيل الجهاد، والاستشهاد، وآخرها ماقدمه وزراء بلد يمن الإيمان والحكمة فداءً لرسول الله، وللدين، ولغزة، ولكل مستضعفٍ في هذه الأرض.

عندما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيَّة”، كان يعني رسول الله مايقول، وهو من قال عنه الله سبحانه وتعالى: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحيٌّ يوحى” بأنه لن يكون هناك انتماءً حقيقيًّا للإيمان إلاَّ عند الأنصار وأحفاد الأنصار، أنصار الدين والإنسان، من لا زال لديهم دينٌ متجذر راسخ لا يستطيع الزمن أن يمسح عليه بغباره، وعندما قال الله سبحانه وتعالى: “ورفعنا لك ذكرك” هاهو ذكره العظيم يرتفع ملأ أرجاء اليمن حبًا وعشقًا وتفردًا من بين شعوب وأمم العالم أجمع.

المزعج والمخيف لدول الكفر اليوم، هو مايرونه من سيولٍ محمديَّة تزداد عامًا بعد عام، هذا مخيف جدًا بالنسبة لهم؛ لأنهم يتوهمون أن محمدًا قد رحل مع الدين الذي جاء به، خصوصًا بعدما خنعت لهم معظم الأنظمة التي تسمي نفسها مسلمة وعربيَّة، ولكنهم اكتشفوا أنه مازال هناك ملايين محمدًا، حتى بدا لهم يوم الزوال لعروشهم قريب؛ لأن من نكَّس أصنامهم، وزلزل عروشهم في الزمن الماضي هو محمد، واليوم بعد أن أعادوا تلك العروش المزعومة بمساعدة المنافقين والخونة والمطبِّعين، رأوا بأن زوالها قريب ع أيدي عشَّاق محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فكان خوفهم أعظم، ورعبهم شديد.

يوم المولد لن تكون ترديد الشعارات ب لبيك يارسول الله مجرد كلمات تُنطق وحماس يرتفع، لا، بل ستكون عهدًا يرفعه الصغار والكبار، الأطفال والشيوخ، الرجال والنساء، عهد صدقٍ، ووفاءٍ، وجهادٍ، وتضحيةٍ، ومواصلة للسير في طريق الجهاد وتحرير القدس وكل المقدسات الإسلاميّة، بل وتحرير الإنسان من العبوديّة وإخراجه من الظلمات التي عاد إليها بعد أن أنقذه الله بنبيّه وأخرجه منها، ستكون بيعةً متجددةً كما كل عام ولكن بقوةٍ، وثباتٍ أكثر، بيعةَ صدقٍ وولاءٍ بمقاتلة حزب وأولياء الشيطان، ونصرة الحق وحزب وأولياء الله، وليس غريبًا على شعبٍ كشعب الإيمان هذا الولاء، والصمود، والثبات، والعشق المحمديّ، فهو من رضع الإسلام وحب المصطفى وآل البيت حتى ارتوى، وهو من نزل فيه قول الله سبحانه وتعالى: ” ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا” وليس هناك أمة كهولاء دخلوا في الدين أفواجًا أفواجًا، وعبَّر عنهم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بأنهم أرقُّ قلوبًا وألين أفئدة، فهم من سينصرون الإسلام وغزة، ومن سيفتحون القدس، ومن سيكون زوال أمريكا وإسرائيل على أيديهم؛ لأنهم أحبوا الله ورسوله، وأحبهم الله ورسوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى