إرهاصات صنعاء بمولد رسول الله.

صفوة الله الأهدل
صنعاء بميلاد طه تفرّدت عن غيرها؛ أوكلت إلى الدفاع الجوي تزيين سماء اليمن وحراسته من شياطين الإنس، وأوكلت إلى القوة الصاروخية تطهير الأرض وتحطيم كل الأصنام البشرية، وأوكلت إلى القوة البحرية أن تجوب بزوارقها بين المشرق والمغرب وتضيء البحر بطريقتها، أما الكتاب والشعراء فقد أوكلت إليهم أن يخطّوا بأقلامهم صراخ اليهود بظهور رجال محمد في اليمن وخروجهم للساحات في كل جمعة رافعين الرأس إلى السماء، أما الخطباء والعلماء أوكلت إليهم أن يلهجوا بسيرة محمد ويحييوا ذكره، ويتحدثون عن الإرهاصات صنعاء التي تحدث بمولد رسول الله، في أنها تكلمت وصدعت بالحق في زمن الصمت والسكوت والجمود ونصرت المظلوم، وأنها في كل مرة بميلاد طه تولد ويعلا شأنها يحزن ترامب ونتنياهو ويحجبا عن اليمن، وأن الأصنام التي كانت فيها تكسّرت وتفتت، وأن نار أمريكا في اليمن والبحر انطفأت، وأن موانئ إسرائيل غاضت والقبة الحديدية سقطت وتحطّمت، وأنه كلما صنع الأعداء خطة ضدها انقلبت عليهم، وكلما وضعوا الحجار أمامها واتجهوا لسياسة الترهيب ضدها انفلقت إلى نصفين.
بمولد طه رجع الأنصار إلى الشرف الذي اختصهم الله به دون غيرهم من الأمم، بمولد طه آخا اليمنيون أهالي غزة وقاسموهم الوجع وجادوا بما معهم لأجلهم، بمولد طه اتجه اليمنيون إلى قبلتهم الصحيحة وقضيتهم الأولى، بمولد طه أصبحت اليمن خير أمة خرجت لنصرة مقدّسات الأمة وفلسطين، بمولد طه أصبحت اليمن أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بمولد طه لم يسمح اليمنيون لإسرائيل بأن تأكل غزة وتستضعف أهلها، بمولد طه رفض اليمنيون أن تعبد أمريكا وإسرائيل من دون الله، بمولد طه لم ولن يقبل اليمنيون أن تأد نساء وأطفال غزة تحت الأنقاض دون رد قاسٍ يطال عمق كيان إسرائيل وكل مغتصبة في أرض فلسطين المحتلة.
هاهم أبناء أبناء الأنصار الذين دعيت لهم يارسول الله لازالوا باقون على العهد ومتمسكون به، حافظون للوعد وملتزمون به، يبيضون وجهك؛ ينصرونك اليوم وغدًا في كل موطن يطئونه وكل واد وطريق وتل كما نصروك بالأمس، يخوضون أشرس المعارك ضد اليهود والمنافقين نيابة عن المسلمين وهم يحييون ذكرى مولدك الشريف من موقع الجهاد المقدّس، يسيرون على نهجك ويرسلون صواريخهم ومسيراتهم وزوارقهم نيابة عن العرب وهم يهتفون لبيك يارسول الله، يخطون على خطاك بجهاد المشركين واليهود والتصدي للكفار والمنافقين، يجاهدون في سبيل الله ولايخافون في الله لومة لائم وكأنك حاضر معهم كما كنت حاضر مع أجدادهم في غزوات الأمس؛ رفضوا عروض أمريكا وإغراءات الغرب، وقبلوا بالحصار والعدوان، تنازلوا عن مرتباتهم وأبسط حقوقهم، قدّموا حكومتهم شهداءً وأبطالهم، لم يعبهوا بتدمير بنيتهم التحتية ومنازلهم، ضحوا بما بقي معهم في هذا البلد وصمدوا وصبروا وتحملوا كل هذه البلاءات النازلة عليهم كل هذا وأكثر بل وفضّلوا القتل على الحياة؛ على ألا يتركوا غزة لوحدها يستفرد بها العدو الإسرائيلي؛ لأن الإيمان منهم وإليهم كما قلت: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.