10 مليارات دولار خسائر اليمن من العدوان الإسرائيلي الأمريكي

تقارير/
أصابت الهجمات والضربات التي نفذتها جماعة الحوثي في إطار مساندتها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة إسرائيل بالارتباك والتخبط الذي ظهر في عدوانها على اليمن باستهدافات ركزت على المنشآت الاقتصادية التي تخدم نسبة كبيرة من السكان وتزيد معاناتهم الإنسانية، خاصة قطاعات الكهرباء والنفط والموانئ الأساسية التي تستقبل البضائع والسلع الأساسية.
ويقدّر الخبير الاقتصادي في صنعاء رشيد الحداد، في تصريح لـ”العربي الجديد”، الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي خسرها اليمن خلال عملية الإسناد للشعب الفلسطيني في غزة بأكثر من عشرة مليارات دولار.
وطوال العامين الماضيين، نفذت إسرائيل نحو 18 هجمة جوية تسببت في تدمير أربع طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية وتعطيل مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى استهداف محطات توليد الطاقة الكهربائية بنحو تسع هجمات، نالت محطة حزيز في العاصمة صنعاء النصيب الأكبر بنحو ست هجمات، ومحطة رأس كتنيب في الحديدة، شمال غربي اليمن، ثلاث هجمات، بالإضافة إلى هجمات أخرى استهدفت محطتي ذهبان وعصر.
كما استهدف العدوان مصنعين للإسمنت: مصنع باجل في محافظة الحديدة، ومصنع إسمنت عمران على بعد 30 كيلومتراً شمالي صنعاء.
ويشير الحداد إلى أن عدوان الاحتلال تركز على موانئ الحديدة الثلاثة التي تعرضت للاستهداف المباشر، إضافة لخزانات النفط والغاز، وكذلك تم تدمير بنى تحتية مدنية في الحديدة.
وبلغت الخسائر الأولية للموانئ أكثر من 1.3 مليار دولار، إضافة إلى الدمار الكبير الذي تعرضت له مبانٍ حكومية ومدنية ومؤسسات خلال العامين الماضيين من قبل الطيران الأميركي والإسرائيلي.
وتركزت سبع هجمات إسرائيلية على موانئ البحر الأحمر الثلاثة في محافظة الحديدة، شمال غربي اليمن، إذ تسببت بتدمير ما يقرب من 70% من أرصفة ميناء الحديدة، إضافة إلى استهداف وضرب الألسنة البحرية في ميناء رأس عيسى النفطي، وهي عائمات مائية تُستخدم لدفع وتحريك السفن، الأمر الذي تسبب بأضرار وخسائر جسيمة، مع انخفاض قدرات الموانئ على استقبال السفن وتحريكها على الأرصفة.
كما استهدف العدوان الإسرائيلي مناطق تجارية حيوية في وسط صنعاء، متسبباً بأضرار مدنية وتجارية فادحة، وطاول أرزاق ومصالح المواطنين، إذ تعرضت كثير من المحالّ التجارية لأضرار بالغة تنوّعت بين تدميرها وإتلاف بضائعها وسلعها وخلع أبوابهاولم يسلم منها حتى الباعة الجائلين وسائقي الباصات ومركبات النقل التي تعرضت للتدمير الكامل، وفق الحداد.
وتؤكد منظمات حقوقية مدنية في صنعاء أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة، التي طاولت بشكل أساسي مرافق البنية التحتية المدنية والمنشآت الحيوية، تمثّل جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، حيث فاقمت معاناة ملايين المدنيين في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ ما يزيد على عشر سنوات.
ورأى الناشط الحقوقي والاجتماعي منصور علي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن ما ارتكبته إسرائيل في اليمن يعتبر جرائم بحق الإنسانية لا تنتهي بالتقادم، وينبغي توثيقها والبحث عن طرق مناسبة لمسائلتها، حيث حاولت اتباع سياستها في غزة من ناحية الحصار والتجويع في استهدافها اليمن، والتركيز على المنشآت المدنية التي تخدم المواطنين، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة ومصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء والنفط، وذلك بهدف تجويع اليمنيين باستهداف ليس فقط المنشآت التي تخدمهم، بل العمل على الإضرار بأعمالهم وأرزاقهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد شاركت الولايات المتحدة الأميركية بالقصف الذي استمر نحو شهرين في مطلع عام 2025، وكانت تقود ما يسمى “تحالف الازدهار” لتأمين عبور السفن في البحر الأحمر من استهداف الحوثيين.
ناهيك عن مجموعة من العقوبات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية التي بلغت في عام 2025 نحو ثلاث دفعات من العقوبات، وشملت شخصيات وشركات شحن وصرافة، مع فرض عقوبات طاولت لأول مرة مؤسسة عامة حكومية، هي شركة كمران للاستثمار والصناعة، التي تستوعب المئات من الأيدي العاملة.
(المصدر: العربي الجديد)