المقالات

ثُلاثي الشّر، في قبضة الأمن اليمني

 

بقلم/مرام عبدالغني

في حضرة الواجب، تتجلّى صور البطولة في رجال الأمن، من نذروا أنفسهم لحماية الوطن، وسهروا الليالي بعيونٍ لا تعرف النوم، يترصدون الخطر قبل أن يقترب، ويزرعون الطمأنينة في دروب الشعب.. هم الحصن المنيع، والسدّ الذي لا يُخترق، يحملون على عاتقهم أمانة عظيمة، ويؤدّونها بصمتٍ مهيب، لا يطلبون جزاءً ولا شكورًا، بل يكفيهم أن يبقى الوطن آمنًا، والشعب حُرا .

عملية “ومكرُ أولئِك هو يبُور” التي كشفت عنها وزارة الداخلية ليست مُجرد إنجاز، بل تطورٌ أمني عظيم، وصفعة مدوّية في وجه كل من ظن أن اليمن غافل، وخطوة جبارة كشفت المستور وأسقطت الأقنعة وفضحت الخونة .

أمريكا تُخطط، إسرائيل توجّه، والسعودية تنفّذ، شراكة واضحة وكشف صريح لخريطة التآمر، وإثبات أن العدو لا يعمل منفردًا بل له أذرع ومقرات وشركاء، وهنا تتضح الصورة.. السعودية لم تعد تُخفي تبعيتها، بل ظهرت كيانًا صهيونيًا تابعًا للعدو، وإنّ إعلان مقر الخلية التجسسية داخل أراضيها ليس إعلانًا عابرًا، بل دليل واضح على الشراكة الفعلية في الجريمة والهدف والغاية، وإن السعودية أصبحت منصة انطلاق للمخططات، وبيئة حاضنة للجواسيس والخلايا .

أمريكا وإسرائيل والسعودية، ثُلاثي شرٍّ اجتمع على هدفٍ واحد: كسر إرادة اليمن وإغراقه في الفوضى، وسلبه قراره وسيادته؛ لكنهم أخطأوا التقدير، فاليمن لم تعُد ساحةً مستباحة، بل أرضٌ عصيّة، وشعبٌ لا يُساوم، وأمنٌ لا يُستهان به .

عاشت اليمن بقيادتها الحكيمة، وحكومتها الصامدة، ووزارة داخليتها اليقظة، ورجال أمنها الأوفياء، وشعبها الحرّ الواعي؛ فما كان لهذا المخطط أن يُكشف لولا فضل الله أولًا، ثم يقظة رجال الأمن الذين سهروا وواجهوا، ووعي شعبٍ أدرك أن الوطن مسؤولية الجميع؛ فكل خطوة أمنية ناجحة هي ثمرة هذا التكاتف، وكل نصرٍ هو انتصار للوعي والحس الوطني، فلنزد من يقظتنا، ولنكن جميعًا سندًا للأمن، فالوطن لا يُحمى إلا بأبنائه .

لا أنسى في نهاية مقالي هذا أن أقول: من يُساوم على وطنه ويخدم العدو، فحجمه صغير مهما قدّم من خيانة، أنت تخسر دينك، مبادئك، وشرفك، ولن تكسب سوى لعنة التاريخ، والعاقبة للمتقين ولانامت أعيُن الجُبناء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى