تقارير وحوارات

ثورة 21 سبتمبر.. التحول الاستراتيجي الذي أسقط رهانات الأعداء وأعاد السيادة لليمن

تقرير/

 

قبل ثورة 21 سبتمبر، كان القرار اليمني رهينة تحت هيمنة غرفة العمليات الأمريكية–السعودية، تتحكم في السياسات، وتقيد إرادة الشعب اليمني، وتفرض شروطها على مفاصل الدولة، كانت السيادة مجرد شعار بلا واقع، ومصير اليمنيين مرهونًا بتوجيهات الخارج.

لكن مع انطلاق الثورة، تحولت القوة من العجز إلى الاستقلال، واستعاد اليمن سيادته كاملة، أصبح القرار الوطني بيد اليمنيين، وعادت المؤسسات الوطنية لتقود البلاد وفق أولوياتها ومصالحها، وأدرك الأعداء أن أي تدخل في شؤون اليمن سيقابل بإرادة صلبة وقدرة استراتيجية تحمي الأرض والقرار.

تفكيك شبكات العملاء.. إحباط مشاريع الأعداء

الثورة كشفت حجم شبكات العملاء الذين عملوا على تفتيت اليمن من الداخل، وكانت هذه الأدوات أهم الحواجز أمام وحدة الوطن واستقلال قراره.. مع كشف هذه الشبكات وسقوطها، انهارت المخططات التي كانت تهدف إلى تقسيم البلد، وعادت المؤسسات الوطنية لاستعادة روحها ومكانتها.. أصبح اليمن قادرًا على حماية وحدته وسيادته، وأصبح الداخل متماسكًا أمام التدخلات الخارجية، مؤكداً أن الثورة لم تقتصر على تغيير الوجه السياسي فقط، بل أعادت بناء قوة الدولة من الداخل.

صناعة القوة العسكرية في ظل الحصار.. معجزة الدفاع الوطني

وسط العدوان والحصار المستمر، نجح اليمن في بناء قوة عسكرية وطنية متطورة.. ظهرت الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وبرزت قدرات المسيّرات والطائرات بدون طيار التي أعادت تعريف مفاهيم الحرب الجوية في المنطقة.. الدفاعات الجوية أصبحت عامل ردع حقيقي للطيران الأمريكي والإسرائيلي، وأصبح الجيش اليمني قادرًا على صناعة سلاحه بنفسه، معتمدًا على الابتكار المحلي والكفاءات الوطنية.. لقد تحول اليمن من متلقي للسلاح والدعم إلى صانع قوة وعامل تأثير إقليمي، وهو ما يمثل معجزة وطنية حقيقية وسط أصعب الظروف.

اليمن لاعب إقليمي.. إعادة رسم المعادلات

اليمن لم يعد مجرد ساحة للغارات والتحركات الأجنبية، بل أصبح لاعبًا إقليميًا فاعلاً قادرًا على صياغة موازين القوة.. باتت أي خطوة للولايات المتحدة أو العدو الإسرائيلي داخل أجواء اليمن تخضع لحسابات دقيقة، وأصبح اليمن يتحرك وفق استراتيجية واضحة، يفرض بها قواعد الاشتباك ويعيد رسم معادلات المنطقة.. الثورة لم تغيّر اليمن فحسب، بل أعادت رسم التوازنات في الشرق الأوسط، وأثبتت أن إرادة الشعب اليمني وقيادته القوية قادرة على تحويل التهديدات إلى فرص لتعزيز السيادة الوطنية.

البحر الأحمر تحت السيطرة اليمنية.. الأمن البحري رهين السيادة

على الصعيد البحري، قلبت العمليات اليمنية موازين البحر الأحمر رأسًا على عقب.. لم تعد الأساطيل الأجنبية تتحرك بحرية كما في السابق، وأدركت شركات الملاحة الكبرى أن أي استقرار في الممرات البحرية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوقف العدوان على اليمن وغزة.. أصبحت السيادة اليمنية على البحر الأحمر عنصرًا استراتيجيًا محوريًا، يعكس قوة الدولة وقدرتها على حماية مصالحها الوطنية والإقليمية، ويضع القرار البحري الدولي تحت تأثير اليمن.

انهيار صورة الردع الأمريكي..اعترافات لا يمكن تجاهلها

التقارير العسكرية الأمريكية أقرّت بأن الدفاعات اليمنية تجاوزت جميع التقديرات السابقة، وأصبح الطيران الأمريكي مضطرًا لتغيير مساراته لتجنب الصواريخ والدفاعات الجوية، فيما أصبحت الهجمات على اليمن تحمل مستوى خطورة غير مسبوق.. هذا الانتصار يعكس تحول اليمن من مرحلة التلقي إلى مرحلة الفعل الاستراتيجي المؤثر، ويؤكد انهيار صورة الردع الأمريكية أمام القوة اليمنية، ويدحض أي حسابات خاطئة على صعيد المنطقة.

اليمن.. مشروع سيادة لا يمكن كسره

اليمن اليوم دولة ذات سيادة كاملة، قادرة على استعادة الأرض والبحر والجو، وإعادة رسم موازين القوى في المنطقة.. مع ارتفاع الوعي الجمعي واستعادة مؤسسات الدولة دورها، أصبح اليمن قوة لا يمكن تجاهلها في أي معادلة إقليمية أو دولية.

ثورة 21 سبتمبر لم تغيّر فقط وجه الداخل اليمني، بل أسقطت رهانات واشنطن وتل أبيب على اليمن إلى الأبد، وولدت قوة وطنية مستمرة في التأثير على معادلات الشرق الأوسط، قوة يكتب لها أن تستمر وتفرض سيادتها على كل المستويات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى