المقالات

طالب الحسني : هل تحمل الرياض تصاعد لغة القوة في صنعاء محمل الجد؟


خطابان للرئيس الاسبق على عبد الله صالح خلال اقل من 10 أيام ، وتصريح شديد اللهجة من وزير الخارجية في حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء هشام شرف حذر فيه السعودية تحديدا بنفاذ صبر اليمنيين ، هذا التصعيد يأتي بعد يوم واحد من افتتاح رئيس المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد ورئيس حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء الدكتور عبد العزيز بن حبتور لمعرض يتبع دائرة التصنيع العسكري كشف خلاله عن ثلاث انواع من طائرات دون طيار محلية الصنع استطلاعية وهجومية وهي تجربة اخذت بها كثير من الدول لدواع امنية وعسكرية من بينها الجزائر التي صنعت هذا النوع من الطائرات في العام 2013 بدعم جكومي سخي واستخدمت طائرة” امل” لرصد وتحديد اهداف لحماية حدودها ، لكن ابرز من استخدم هذه التقنية لاغراض عسكرية واستطلاعية ونجح في ذلك الجناح العسكري للمقاومة الفلسطينية ، وايضا حزب الله اللبناني
البارز في هذا التصعيد ان الرئيس الاسبق علي عبد الله صالح كان قد كشف عن وجود صواريخ بعيدة المدى ولوح باستخدامها ، مثل هذا التصعيد أعلنه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي زعيم انصار الله ، فهل تحمل السعودية هذه التصريحات محمل الجد ام انها لا تزال تتجاهل ؟! الواقع يقول أنها تتجاهل رغم ادراكها أن الامر لا يستحق التجاهل بل المراجعة واعادة حساباتها بشكل يبتعد قليلا عن الغرور والغطرسة ، ففرص الحسم العسكري صعبة إن لم تكن منعدمة ، فعملية الرمح الذهبي التي أطلقتها قبل قرابة ثلاثة أشهر لما تسميه تحرير السواحل الغربية لليمن ولا ندري ممن تحرره إذا كان اصحاب هذه المناطق هم من يقاتلون ضدها بينما تستخدم خليط من المقاتلين من خارج هذه المناطق وبقيادات عسكرية سعودية واماراتية ، لا تزال هذه العملية تبارح مكانها بين منطقة ذوباب ومدينة المخاء الساحليتين وتلقت صفعات قوية أبرزها مقتل القائد الميداني الذي كان يقود العملية اللواء احمد سيف اليافعي قبل اسبوعين، فكم تحتاج حتى تكمل جزء من السيطرة والوصول إلى مدينة الحديدة التي تبعد ما يقارب 200 كيلو في الوقت نفسه لا تزال معسكرات حكومة صنعاء والتحالف الحوثي الصالحي تسيطر على المرتفعات الجبلية المحاذية تماما وتكاد تلامس السواحل وتستهدف كل التجمعات التابعة لقوات هادي والسعودية والامارات في معارك اشبه بحرب استنزاف عميقة
في المقابل تلقى عبد ربه منصور هادي اهانة بالغة عندما لم يستقبله احد من المسؤولين الاماراتيين في زيارة استغرقت ساعات كان من المقرر ان يلتقي خلالها بالشيخ محمد بن زايد قائد القوات المسلحة في الامارات لحلحلة ازمة وخلافات كبيرة بين قوات عبد ربه منصور هادي وبين قوات عسكرية موالية للامارات في عدن على اثر خلافات وصلت إلى الاشتباكات المسلحة وتدخل الطيران قبل نحو ثلاثة أشهر ولا يزال هذا الخلاف في توسع ، ويبدو أن هادي فشل في معالجة هذه الاختلافات وما عودته السريعة إلى السعودية دون أن يلتقي بالمسؤولين الاماراتيين كما كان مقررا كشفت عمق الخلاف بين الجانين . يترك ذلك تأثيرا كبيرا على سير العمليات العسكرية التي هي الاخرى تدور في حلقة مفرغة
وسط هذا الواقع يكتفي اليمنيون بمراقبة عشرات التقارير التي تؤكد تعمق الازمة الانسانية وانتشار سوء التغذية الذي ينقض على الاطفال والمسنين بالالاف نتيجة الحصار أولا والعدوان والحرب العبثية ثانيا دون أن يجدوا أحد يتحرك لتلافي هذه الازمة فقد شبعوا تحديقا لشاشات التلفزة التي تعرض ماساتهم وتصريحات المنظمات الدولية بما فيها الامم المتحدة القلقة بشأن الوضع الانساني في اليمن ، فمتى تتحول عشرات التقارير والتصريحات باستفحال الازمة الانسانية في اليمن إلى طحين .
/ نقلاً من صحيفة رأي اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة