المقالات

قائد الأمة في معركة النفس الطويل

بفلم/ خلود سفيان..

رحل الأمين فشق الحزن جبين الأمة وانحنت رؤوس القمم إجلالًا. رحل الأمين ولكن الرحيل لم يكن إلا عروجاً مبيناً وغياباً أضاف إلى حضوره هيبة الخلود. ذهب القائد المقدام من قهر العدوان بعزيمة صادقة وبأس شديد حتى بات ذكره وشماً في ضمير الملايين واسمه أضحى رعبًا لا يزول في قلب المعتدين.
​أي كلمة ترثي سيد الشهداء وأي قلم يجاري عظمته! إن كل الحروف لتعجز وتتلعثم في وصف من ضحى بكل شيء من أجل كرامة وعزة الأمة. لقد كان سيفاً مسلولاً في وجه الظلم ومدرسة لا يدرس فيها إلا معنى النضال الحقيقي والجهاد الصادق.

​لم تبدأ مسيرة السيد بالتولي بل بالإنغماس في أول خط نار. إن تاريخ انطلاقته الجهادية يتجذر في عمق عام 1982، عندما اهتزت الأرض بغزو العدو للبنان. كان حينئذ في صف المؤسسين لـحركة المقاومة الإسلامية مؤمناً بأن الطريق الوحيد لتحرير الأرض وصون العرض هو المقاومة.
​وفي السادس عشر من فبراير عام 1992 بعد اغتيال الشهيد السابق تولى الريادة بكل جسارة ليحول الرؤى إلى واقع يتجسد في نصر التحرير الكبير عام 2000، ونصر تموز 2006 الذي أرغم العدو على الانسحاب بذل وإصغار ليثبت أن إرادة المؤمن أقوى من أي قوى استكبارية ضلالية.

​وفي أوج المواجهة، في معركة “النفس الطويل”، جاء الموعد الذي لم يكن يخشاه بل كان يتوقه. في مساء السابع والعشرين من أيلول (سبتمبر) عام 2024، وفي غارة جوية عنوانها الحقد والاعتراف بالهزيمة تعمد فيها الغازي بإلقاء خمسة وثمانين طناً من المتفجرات على المقر معتقداً أنه سيخمد بذلك شعلة المقاومة.
​لكن الأمين لم يمت هناك بل مضى شهيداً وارتقى على ذات الدرب الذي قطعه عمراً بالكفاح. لقد ربح البيعة الصادقة مع الله وسار على طريق القدس بكل عزة وإباء.
​فإن رحل الجسد فالروح باقية. وإن غاب القائد فخلفه آلاف وملايين اتخذوا من مسيرته الجهادية درباً لهم. العظماء لا تمحو ذكرهم سنون التقادم ولا تخفيهم ستور الغياب بل يظلون نوراً يهدي الأجيال فالسيد حسن نصر الله حي خالد ما خلد التاريخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى