بل أحياءٌ

احترام عفيف المُشرّف
ما سقطت الراية ولن تسقط ولن تنتهي القضية بارتقاء الشهداء فأرضنا ولادة وكل أبناؤها قادة وكلهم مشاريع شهادة فلا يراهن العدو على وهننا أو انتهائنا، نَصَرنا غزة وسننصر غزة وأن اشتعل الدرب إليها بالنار.
وما احياؤنا لذكرى الشهيد إلا لتجديد العهد بأننا على الدرب سائرون فنحن أمة ستكون مفخرة الأمم، فهي أمة الشهداء فقائد ثورتها شهيد ورئيس دولتها شهيد ورئيس حكومتها شهيد ووزراؤها شهداء وقادة جيوشها شهداء ومن وراء كل هؤلاء؛ شعبا كلهم يتسابقون لنيل هذا الوسام، فأن لكم بهزيمة من هذه ثقافتهم وتلك امنياتهم، هيهات هيهات لما تحلمون فاليمن قد قال كلمته بأنه مع غزة ومع فلسطين كل فلسطين، ومادام اليمن قد قالها فليس بمقدور أي قوة أن تثنيه مهما بلغت ومهما ارعدت وازبدت ومهما قدم من تضحيات.
ونحن إذ نحيي ذكرى شهداءنا فأننا نشعل روح الجهاد في أرواحنا فهم الأحياء فينا وأن غابوا وهم القادة لنا وأن صمتوا ومع كل شهيد نودع تبدأ ثورتنا من جديد.
وليعلم من يراهن على انكسارنا بعد فقدنا أو على هزيمتنا بعد فجيعتنا بأحبائنا بأن رهانه خاسر.
ولتتعلم الدول وحكامها وشعوبها دروسهم من اليمن ومن بقية دول المحور كيف يكون الإسناد والوقوف مع المظلوم مهما كانت قوة الظالم وفرعنته. ليتعلموا أن الوقوف يحتاج إلى الشجاعة وأن الشجاعة لن تكون إلا بالتضحية ولن تسمى تضحية إلا بحجمها الكبير وهذا هو ما صنعته اليمن وفلسطين ولبنان وبقية المحور المقاوم
فقد كانت وقفتهم مشرفة وإسنادهم مشرف وتضحياتهم بمن هم أغلى من المهج من القادة العظماء كل باسمه وصفته ومكانته في القلوب قبل الميادين.
استشهدو وارتقوا وقد ارسلوا رسائلهم المعمدة بالدم إلى المتخمون من الترف كيف تكون الحياة الحقة وكيف يكون القادة وكيف تكون الشهادة وأن الحياة مع الانبطاح ليست إلا موت فهم الميتون، ونحن الأحياء الخالدون الذين لانموت.
وليعلم أهل الشهداء وأسرهم وذويهم بأنهم لم يفقدو أحبابهم لوحدهم فقد فقدناهم جميعا ورحلوا عنا جميعا وهم فخرنا جميعا وأن كان لهم من الفخر نصيب الأسد وذلك لشرف قربهم الحسي من الشهداء ولهم أن يفخروا بذلك ويطاولوا السحاب بهذا القرب وبهذا الإكليل الذي تتوج به شهداءهم ولنا بهم القرب المعنوي والذي نزهوا ونعتز به بين كومة الأموات.
ومع كل ذكرى للشهداء نقول للقدس نحن في الطريق إليك وطريقنا موثق بالدم وسنصل إليك ياقدس سنصل مهما طال الزمن، سنصل مهما فقدنا على طريقك سنصل
وسيخلد التاريخ كل من قضوا شهداء على طريق القدس حتى الوصول إليه.




