فشل أمني يفضح هشاشة سلطات المرتزقة في تعز

بقلم /د نبيل عبدالله القدمي
الهجوم المسلح الذي استهدف المرتزق نبيل شمسان منتحل صفة محافظ تعز ومعه المرتزق ابو بكر الجبلولي قائد محور طور الباحه في منطقة هيجة العبد وما نتج عنه من مقتل خمسة من مرافقيهم وإصابة آخرين ليس مجرد حادث أمني عابر. هذا الكمين يكشف عمق الفوضى التي تضرب المناطق الخاضعة لسيطرة أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي ويقدم دليلًا جديدًا على أن تلك الجماعات لا تمتلك الحد الأدنى من مقومات السلطة فضلًا عن أن تكون قادرة على إدارة محافظة أو حماية مجتمع.
الحادث كشف أن المرتزق نبيل شمسان رغم الحشود والمرافقة المدججة عاجز عن تأمين طريق واحد. وإذا كانت هذه القيادات غير قادرة على حماية نفسها، فكيف يمكن أن توفر الأمن لملايين يعيشون وسط صراع نفوذ وعصابات متناحرة وتحالفات تتفكك كل يوم المعلومات المتداولة في تعز تشير إلى أن الكمين لم يكن مجرد عمل عصابة صغيرة أو تصرف عفوي بل قد هو جزءًا من صراع النفوذ بين أدوات الرياض وأبوظبي ولا يستبعد كثير من المراقبين أن تكون جماعة المرتزق طارق عفاش خلف العملية في إطار التنافس على النفوذ العسكري والسياسي داخل تعز. فالمرتزقة الذين يتحدثون عن تحرير اليمن من
اليمنيين هم في الواقع بينهم خلافات وتصفيات لبعضهم البعض و يصنعون الفوضى ويحولون الطرق إلى ساحات تصفية حسابات.
بينما تغرق مناطق الاحتلال في الفوضى يظهر التباين واضحًا مع صنعاء التي نجحت رغم الحصار والعدوان في تثبيت الأمن وبناء مؤسسات وفرض سلطة دولة حقيقية. ليست المسألة مقارنة سياسية بل مقارنة واقع في صنعاء،
أمن مستقر ومؤسسات تعمل وقرار موحد بينما في مناطق الاحتلال سلطات صورية مليشيات متعددة اغتيالات
يومية وتنافس على من يمثل الأجندة الأجنبية تمثيل أفضل.
العملية مهما كان الفاعل تقول شيئًا واحدًا لا دولة في مناطق الاحتلال بل ساحات نفوذ متصارعة وهي تفضح الأكذوبة التي حاولت أدوات تحالف العدوان تسويقها لسنوات حول السيطرة والاستقرار. فالكمين وقع في أهم طريق يربط تعز بالمحافظة المجاورة ومع ذلك لم تستطع كل قواتهم المشتركة حماية موكب مسؤول واحد.
كمين هيجة العبد ليس مجرد حادث أمني إنه مرآة كاملة لحقيقة سلطات المرتزقة سلطات عاجزة متناحرة
بلا مشروع وبلا أمن وبلا أخلاق وإذا كانت هذه الأدوات غير قادرة على حماية نفسها فمن العبث الحديث عن قدرتها على حماية الوطن أو قيادة محافظة لمرحلة انتقالية أو بناء مؤسسات. في المقابل تبرز صنعاء كنموذج للدولة والاستقرار حيث مفهوم الدولة ليس شعارًا بل واقعًا يحفظ الأمن ويحمي الناس ويصون المجتمع من الفوضى التي تعيشها مناطق الاحتلال



