“فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ”

بفلم/بشرى خالد الصارم
في موقف استفزازي لمشاعر المسلمين، لمن مازال الإسلام حاضراً في وجدانه، يكرر العدو الصهيوني السخرية من كتاب الله العظيم أمام مرأى ومسمع المسلمين والعرب والعالم أجمع، وفي جهة أخرى اقدم النتن ياهو باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه وانتهاك حرمته، في صورة حية تثبت أن الصهيونية وأذرعها تدعم أنشطة هذه الفئة في عدائها للأسلام وللمسلمين ومقدساتهم السماوية الإلهية، وتُسخّر لهم جل اهتمامها ودعمها ووقوفها معهم، فتراهم يتباهون بأفعالهم بينما أصبح المسلمون لا أذن لهم سمعت ولا عين لهم رأت ولاقلب لديهم استفز أو استثأر لقرآنه ودينه وإسلامه ولمقدساته.
موقف صهيوني المراد منه هو جس نبض هذه الأمة، هل مازالت تدين وتستنكر، تثأر وتضغب، تأخذ موقف حازم وصارم أمام هذه الأفعال!!؟ أم أنها ستكتفي بالنظر الصامت دون تحريك ساكن!؟ لكن الصهيونية تعلم إلى ماوصلت إليه اليوم من تخدير لهذه الأمة، واستئصال قلب غيرتها وشهامتها وإسلامها وعروبتها ودينها فما لبثت إلا أن تمادت بأفعالها وجُرمها وانتهاكها للإسلام ولمقدساته، مشهد كان يكفي لأن توجه الشعوب العربية والإسلامية جيوشها نحو عدوها الأول أمريكا وإسرائيل ورأس الصهيونية اليهودية، مشهد يكفي لأن تتحرر من تبعاتها وقيودها وصمتها المطبق الكاهل، يكفي لأن تنهض الشعوب الحرة الغيورة من سباتها، وأن تستلهم الرشد من خالقها وتخرج ضد حكامها الذين يطبقون عليها بالإخراس والاستسلام والتخاذل.
إسلامنا عزيز بعزة الله ورسوله وكتابه، فمن أين أتى هذا الجمود والإذلال من أبناء هذه الأمة؟!، لم يكن الله ليخرجنا للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر إلا وقد تحققت لنا العزة والغلبة والنصر والتمكين، فمن أين يأتي هذا التخاذل وهذا الجمود اللاشعوري واللا ديني؟!
حالة من الصمت والضعف تقابل بها هذه الاعتداءات من قبل الأنظمة والحكومات في العالم الإسلامي، ومما لا شك فيه أن غياب ردود الفعل الجادة والفاعلة هو العامل الأبرز الذي شجّع على تكرار هذه الجرائم، بل وتحويلها إلى أوراق ضغط ومزايدات سياسية داخل المجتمعات الغربية، فالأنظمة في العالمين العربي والإسلامي لا تقف موقف المتفرج فحسب، بل تشارك بصورة غير مباشرة في هذه الحرب، من خلال ملاحقة الأصوات الحرة، وتشويه الدعاة، ومحاصرة أي مشروع نهضوي قرآني، والتماهي مع الروايات الغربية التي تبرر الإساءة للمقدسات.
هذه الجريمة تعكس حقداً دفيناً وعداءً صريحاً لكل ما يمثّل عزة الأمة وكرامتها، حيث و أن العدو يوجّه سهامه الخبيثة إلى القرآن الكريم ومقدسات الإسلام لأنه يدرك أنه مصدر قوة الأمة ونهضتها ووحدتها.
ولكن مازال واليمن متصدر مواقف العزة والنصرة، هاهو ينصر دينه وقرآنه ومقدساته والمستضعفين من أبنائه كواجب ديني أخلاقي مبدأي لا تهاون فيه ولا تأجيل ولا تخاذل، فقد وجه السيد القائد رسالة نارية لهؤلاء المتصهينون أن مازال في الأمة الإسلامية نبض وضمير حي لا يموت ولا يصمت ولا يتخاذل، كان ومايزال الشعب اليمني بقيادته وبمواقفه الحرة الأبية النبض الحي لهذه الأمة، من يعيد لها سيادتها وعزها ونصرتها، من يجسد أقوى مواقف الحق في نصرة الله ودينه ومقدساته، في إعادة للإسلام اسمه ورسمه وعزته وقوته وسيادتة بين الأمم، فتراه ينهض ويثأر ويغضب يعبر عن غضبه وعن عدم رضوخه لهذه الأفعال الإجرامية بحق الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
موقف قوي من قائد الثورة حفظه الله السيد القائد عبدالملك الحوثي بلغ حد السماء مداه، حتى شهدت له ملائكة السماء وأيدته حراسها وشهبها فقد ظهر الإيمان كله أمام الكفر كله، وكان لها كحيدرة يوم الخندق وليس هناك غيره فعلاً، مما أوضح أن الجريمة بحق المصحف الشريف حجة دامغة على القاعدين والمتفرجين، ووصمة عار على جبين كل من يبرر أو يصمت أو يتماهى مع العدو الأمريكي والعدو الإسرائيلي.
وديني دينُ عزٍ لستُ أدري
أذلةُ قومِنا من أين جاؤوا .؟!




