أين أنتم يا أمةَ القرآن

ابتسام الجشمي
عندما يتجرأ أحفادُ القردةِ والخنازير على أقدسِ المقدسات لدى المسلمين، فهذا دليلٌ واضح على شدة غيظهم وحقدهم على الإسلام. ولأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي عرّاهم، وكشف لنا صورتهم الحقيقية مهما حاولوا إخفاءها، فهو كتابٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو كلامُ الله الذي أُحكمت آياتُه وفُصِّلت، فلا اشتباه فيه ولا تلبيس ولا تحريف.
ولأن اليهود قد حرّفوا الكتبَ السماوية الأخرى، ولم يستطيعوا تحريف القرآن الكريم أو تغييره، حاربوه بعينه؛ فتارةً يحرقونه، وتارةً يمزقونه، وتارةً يدنسونه، وها هم اليوم يضعونه في أفواه الخنازير. وما يريدونه من فعلهم الشنيع هذا هو جسّ النبض لدى المسلمين:
هل سيتحركون؟
هل سيتألمون؟
هل سيغضبون لأقدس مقدساتهم وكلام ربهم العظيم؟
أم أن المسلمين أصبحوا عبيدًا لهم، وليس من إسلامهم إلا الأسماء في بطائقهم، والشعائر الرمزية التي لا تمسّ أعداءهم، ولا تكلّف حتى المسلمين أنفسهم أي جهدٍ أو تعب؟
أين أنتم يا أمةَ القرآن؟
أين أنتم يا من تدّعون الإسلام؟
والله إنه لعارٌ عليكم هذا السكوت المخزي والمذل، ليس في الدنيا فحسب، بل سيلاحقكم إلى يوم الدين، وستُسألون عنه يوم القيامة.
فإذا لم تغضبوا لكتاب الله، فمتى ستغضبون؟
وإذا لم تجاهدوا في سبيل الله دفاعًا عن حرمة كتابه، فمتى ستجاهدون؟
وإذا لم تحرككم هذه الجريمة الشنعاء، فمتى ستتحركون؟
أين أولئك الأعراب؟ وأين علماؤهم الذين يدّعون الدين؟
أين أصواتهم المجلجلة لنصرة الدين ودفع الظلم؟
أم أنهم لا يتحدثون إلا لإثارة الفتن والحروب بين أبناء الإسلام، ويسفكون دماء الأبرياء من المستضعفين؟
أما اليوم، فنراهم يتجاهلون ما يحدث، وما يفعله أعداء الدين وأعداء البشرية.
إن ما نراه اليوم من إجرامٍ رهيب، وفسوقٍ، وعتوٍّ، يُنبّه الأمة إلى أنها إن لم تتحرك دفاعًا عن كتابها العظيم، فإن الله هو من سيتولى الانتقام من أعدائه، وهو على ذلك قدير.
إنها رسالةٌ لأمة الإسلام كي تتحرك وتنصر دين الله، وإلا فإن العاقبة ستكون وخيمة، مخزية، ومهينة.


