المقالات

صالح الصماد يستشهد وهو مطمئن على مستقبل اليمن

قام الشهيد”صالح الصماد” رئيس المجلس السياسي الأعلى يوم الخميس الماضي بزيارة ميناء الحديدة للإعلان عن حالة الاستنفار و رفع الجاهزية إلى الحالة القصوى، ولكنه استشهد مع 6 من مرافقيه، في وقت شنت الامارات الغارات على الحديدة، وقامت باحتلال الميناء الاستراتيجي اليمني، وارسلت الالاف من المرتزقة من جنسيات مختلفة من بينهم أوغنديون وسودانيون الى الحديدة بالتنسيق مع ولي عهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

مع استشهاد صماد أحد أبرز وجوه المقاومة، لم تحتفل وسائل إعلام العدو فحسب، بل حاولت أيضاً أن تنحرف استشهاد الصماد عن مسارها الصحيح وأن تسيء استخدامها في الحرب النفسية، من أجل تقويض المقاومة وإلحاق الهزيمة بروح المقاتلين.

وفي ظل استشهاد الصماد وفي نفس الوقت السعي إلى تشويه واقع وحقيقة تلك الشهادة، لا بد من الانتباه إلى النقاط التالية:

1جاء في حملات المغرضين أن يوم 11 من نيسان \ أبريل الجاري، كان آخر حضور رسمي للشهيد صماد في صنعاء، وبعد ذلك لم تصدر أخبار رسمية أخرى، مما يعني أن هناك خلافات بين الرئيس الصماد وبين قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي.

من الطبيعي، اذا ما قمنا بطرح أيام ما بعد استشهاد الصماد من الرقم الذي يدعيه المغرضون مع تأمل بسيط في نفس الوقت فإنه لا يوجد مكان في العالم يقوم بعرض شخصية مهمة ذات مسؤولية كبيرة بشكل دائم ومستمر على الجمهور ووسائل الإعلام، وعليه سيتبين ضعف ادعاءات المغرضين في وقت قصير.

تدعي وسائل الإعلام المرتبطة بمحمد بن سلمان والسعودية أن لديها منظومة أمنية ترصد كل ما يجري في اليمن وجميع تحركات المقاتلين ويحاولون من خلال هذا الادعاء القول بأن استهداف واستشهاد الصماد جاء بعد رصد وتخطيط دقيق.

يحاولون من خلال هذا الادعاء أن يظهروا قدرتهم من جهة ومن جهة اخرى يحاولون إضعاف روح المقاومة في شكل حرب نفسية، وكل ذلك في وقت كشفت مقاومة اليمنيين خلال أكثر من ثلاث سنوات كما أن ادعاءات بأن سلمان المبنية على أن حربه على اليمن ستنتهي خلال ثلاثة أسابيع وقد دخلت الحرب عامها الرابع تكشف زيف القدرات التي تدعيها السعودية، كما أن غارات السعودية وتحالف العدوان قد استهدفت المدنيين الأبرياء وكان اخرها استهداف حفل زفاف في مديرية بني قيس بمحافظة حجة شمال غرب اليمن واسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين.

كما انه كيف لنا أن نصدق الادعاءات السعودية بينما مخازن ومصانع الصواريخ التابعة لحركة أنصار الله ما زالت تعمل خلال كل هذه السنوات وبعيدة كل البعد عن غارات تحالف العدوان فيما سلبت هذه الصواريخ الراحة والطمأنينة من ال سعود. واخيرا كيف يمكن للمرء أن يصدق الادعاءات السعودية بامتلاكها منظومة أمنية قوية وقد ادعت أنها استهدفت الصماد بعد رصد وتخطيط دقيق لكنها فشلت في نشر خبر او حتى إشاعة خبر عن استهداف الصماد قبل خمسة أيام قبل إعلان حركة أنصار الله عن استشهاده.

وبالحديث عن شخصية الصماد فإن حديث وسائل الإعلام المعارضة عن الصماد بأنه كان شخصية مجهولة قبل العدوان السعودي على اليمن وكيف ظهر بعد ذلك بشكل غير قابل للتصديق يؤكد مدى قوة الثوار اليمنيين وتركيزهم على تطوير قواهم الداخلية وهذا الأمر يبشر خيرا لمستقبل اليمن أكثر من أي وقت مضى.

الاختيار السريع من قبل المجلس السياسي الأعلى في اليمن لمهدي المشاط رئيساً له خلفاً للشهيد الصماد يؤكد أن مخازن اليمنيين ليست فقط ممتلئة بالاسلحة وأنما ممتلئة بالشخصيات الوطنية والثورية أيضا.

زعيم حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي حمل الولايات المتحدة والسعودية المسؤولية المباشرة عن اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، وتوعد بأن “هذه الجريمة لن تمر دون محاسبة، خصوصا وان الصماد كان قد اعلن بان هذا العام هي عام الصواريخ الباليستية في اليمن وتوعد اعداء اليمن للتهيؤ لمواجهة حقيقة لصواريخ اليمن.

واخيرا فان الاعلام الذي يتبناه اعداء اليمن يركز على سلب الامل من نفوس ابناء هذا البلد وايصالهم الى مرحلة الياس من المستقبل، غير ان المشاركة الواسعة في تشييع الشهيد صالح الصماد ستثبت للاعداء ان ما يسعون اليه مجرد اوهام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة