المشروع الحضاري اليهودي/ الغربي عقيدة العداء والتطرف والعنصرية

بقلم/إبراهيم محمد الهمداني
يرتكز المشروع “الحضاري الغربي”، على مقولة أفضلية “الأنا الغربية” المتعالية عامة، التي تعكس صورة “عنصرية الغرب” الحضاري، مقابل انحطاط وسقوط الآخر، خاصة العربي المسلم “المتخلف”، الذي استباحه الغرب الإمبريالي مطلقا، بذريعة تطويره والارتقاء به، إلى مصاف المشروع الحضاري الغربي، من خلال إحكام السيطرة الكاملة، على جغرافيا المنطقة العربية وثرواتها وخيراتها، والتصرف المطلق في كل شؤونها الداخلية والخارجية، وتغيير معتقداتها وثقافتها وهويتها الإيمانية الإسلامية خاصة، وسلخها عن انتمائها وقيمها وعاداتها وتقاليدها، وتحويلها إلى مجتمعات تدين بالتبعية المطلقة للآخر الغربي، كشرط أساس ورئيس في تحقيق تطورها المزعوم، والقبول بها في نادي المشروع الحضاري الغربي “المتعالي”، الذي زعم أن الدين كمعتقد، والتدين كسلوك وطقوس تعبدية، هما سبب التخلف العربي الإسلامي، والعائق الأول أمام مسيرة تحضر شعوب العالم الثالث.
لم تكن تلك المزاعم والمقولات، إلا تعبيرا صريحا عن طبيعة الانحراف والتحريف اليهودي، الذي طال المفاهيم والمعتقدات الدينية، وأسس لعقائد “تلمودية” صهيونية عنصرية، تقوم على مبدأ “تفوق العنصر اليهودي”، وأفضلية جنس “بني إسرائيل”، على بقية البشر، الذين ليسوا إلا حيوانات بشرية ومخلوقات شيطانية، ولليهودي الحق في استباحتها مطلقا، أو قتلها وإبادتها بشكل كامل، إن هو رأى ذلك، وبما أن المشروع الحضاري الغربي، يهودي المعتقد صهيوني المنهج إسرائيلي الهوية والانتماء، فذلك يعني أن مهمة الارتقاء بشعوب العالم الثالث المتخلف، ستكون خاضعة لاشتراطات المعتقد اليهودي، بكل ما يمثله من حالات التطرف والتعالي والعداء المطلق، حيث تصبح استراتيجية إبادة الشعوب المتخلفة، أقرب الطرق للحفاظ على المنجز الحضاري الإسرائيلي/ اليهودي، من ذلك العبء البشري الهائل، الذي يحول دون تمكين “دولة إسرائيل”، من استعاده إرثها التاريخي المزعوم، وحقها في التفرد بثروات وخيرات الأرض قاطبة، وتلك هي خلاصة المعتقد اليهودي/ الإسرائيلي خاصة، والغربي الإمبريالي عامة، تجاه العرب والمسلمين في المقام الأول، بما تنطوي عليه من مضامين؛ العداء والاحتقار والعنصرية المقيتة، تجاه “الأغيار” غير اليهود جميعا، لا فرق بين من يعاديهم ومن يواليهم.
إن من تجرأ على قتل الأنبياء سابقا، والإساءة إلى الله وملائكته وكتبه ورسله، لن يتحرج من تكرار تلك الإساءات، بحق جميع المقدسات الإسلامية، ولن يتورع اللوبي اليهودي/ الصهيوني، عن الزج بحلفائه من المجتمعات الغربية، في ذلك المشروع الإجرامي المنحط، الهدام لكل القيم الدينية والأخلاقية العظيمة، حيث سارت تلك المجتمعات على نهج الاستباحة والتطاول، وتوجيه كل أشكال الإساءة والافتراء، إلى الله سبحانه وتعالى وملائكته ورسله، واستباحة كل المقدسات والرموز الدينية، بوصف ذلك السلوك القذر، أحد مقومات امتلاك المشروع الحضاري، وبعضا من مظاهر الحرية الفكرية والثقافية، وحق حرية التعبير عن الرأي، الذي يفتح المجال لاستهداف كل القيم والمعتقدات والمقدسات الدينية، ويستثني من ذلك، توجيه أدنى انتقاد لليهود والكيان الإسرائيلي الغاصب، كون ذلك جرما لا يغتفر، يصنف تحت ما يسمى “معاداة السامية”، ويستحق مقترفه أقسى أنواع العقوبات، وتلك الحالة الرهيبة من العبودية والاستلاب، لهيمنة اللوبي اليهودي/ الصهيوني، والكيان الإسرائيلي المجرم الغاصب، لم تقف عند مظاهر تسخير المجتمعات الغربية فحسب، بل شملت معظم الشعوب العربية والإسلامية، التي قادتها أنظمتها العميلة الخائنة، إلى تلك الهاوية المظلمة، والمصير الحتمي السيء جدا، بما اقترفت من تبني نظرية الاستهانة بالعقيدة والمقدسات، كشرط لامتلاك المعطى الحضاري، أو بما تغاضت عن الإساءات المتكررة بدينها ونبيها ومقدساتها، من قبل أعدائها شر البرية، فاستحقت غضب الله تعالى وسخطه وخذلانه.




