المقالات

رجب وارتباط الهوية الإيمانية اليمانية

بقلم/هبـــــــــــة آل سـفيــان

لم تكن جمعةُ رجب إلا نورًا انبلج في تاريخنا، ولم تكن يومًا عاديًا أبدًا، بل مثّلت عيدًا عظيمًا من أعياد الله في قلب كل يمني.
فما إن يهلّ هلالُ شهر رجب، شهر الإمام علي ونبض اليمن، حتى تبدأ القلوبُ بالترقّب، وتستعدّ الأرواح لهذه المناسبة التي لا تُقدّر بثمن.

تتزاحم فرحاتُ الصغار كأسراب حمامٍ نالت حريتها، وتغاريدُ العصافير امتزجت بأصوات الأناشيد والهزيج والمديح النبوي الذي يملأ الساحات.

إنها القلوبُ التي تترقب هذا اليوم المبارك، اليوم الذي دخل فيه اليمنيون دينَ الله أفواجًا، فاتحين صفحات المجد بصدقٍ ويقين.
إنه اليوم الذي زار فيه أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب اليمن، ليعمّ الإيمانُ والسكينة.

إن جمعة رجب تمثّل الرابطَ الديني والعقائدي الأعمق بالنسبة لليمنيين.
هو يومٌ لا يضاهيه يومٌ في التاريخ كله؛ يومٌ هدانا الله فيه إلى صراط الإسلام المستقيم، يومٌ شهد على صدق الوعد فينا.
إنه اليوم الذي استحقّ به اليمنيون وسامَ الرسول الأعظم حين قال: (الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية).

هذا العيدُ الأغرّ ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو نقطةُ تحوّل كبرى ومحطةٌ إيمانية مهمة لشعبٍ استجاب لدعوة الحق والرسالة استجابةً لم يعرف التاريخ مثلها.

ستبقى جمعةُ رجب شعلةً متقدة في ضمير الأمة، تذكّرنا بأن الإيمان صُنع هنا، وأن الحكمة نبعت من هذا التراب الطاهر.
ففي كل عام نجدد العهد، ونرفع أصواتنا بالحمد والشكر على هذه النعمة التي بها عُرفنا، وبها ارتفع قدرُنا.
إنه يومُ عزةٍ، ويومُ فخرٍ، ويومُ إيمانٍ يمانٍ خالد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى