المقالات

جــمـعـة رجـب… إسـلام وهـويـة

 

بقلم/نوال عبدالله

لم يكن حدثًا عابرًا، بل إسلامٌ وهوية، وتاريخٌ مُضيءٌ عظيم، خُلِّد في سجلّ أهل اليمن وصفحاتهم الجوهرية.
وما إن تعود نفحات الجمعة الرجبية، حتى يهلّ على مسامعنا ذلك الحوار بالغ الجمال والروحانية بقدوم الإمام عليّ عليه السلام إلى اليمن. ففي تلك اللحظات الخالدة، كان التجاوب دالًّا على حكمة اليمن وأهله، حين أتى مبعوثُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاملًا بيديه الشريفتين الدعوةَ للدخول في دين الله المستقيم.

حينها تجمعوا حوله ونفوسُهم مطمئنة، وقلوبُهم هادئة ترسو بعقلٍ بالغٍ وحكمةٍ وبصيرة، فاستجابوا ولبّوا الدعوة منذ الوهلة الأولى دون اعتراض. ففرح رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بسجدةِ شكرٍ خالصةٍ لله ربّ العالمين، وقال:
«الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانية، والفقهُ يمانٍ».

تفاصيلُ تعيد المشهد ذاته بعبق الهداية في رحاب وضيافة شهر الله الأصبّ، فيه تكثر الحسنات، وهو عيدُنا الأكبر وفاتحةُ الأعياد، لتشعّ أنوار الهداية في أرجاء اليمن، وتتوافد القبائل أفواجًا متدفقة لترتشف من وحي الإيمان ما يسدّ ظمأها، وتستقيم بنور الإسلام واتباع تعاليمه، لتحفظ للبشر كرامتهم وعزّتهم ومكانتهم.

شهرٌ مباركٌ تصبّ فيه الحسنات صبًّا، ويتضاعف فيه الأجر، هو شهر الله الأغرّ، وهو فاتحةُ الأعياد بالنسبة لأهل اليمن. ها نحن نحتفل بهذه الذكرى، مستشعرين عظمة ذلك الشهر وخيره وبركته، من خلال إقامة الندوات والاحتفالات الدينية لإحياء الجمعة الرجبية المباركة.
مباركٌ علينا وعليكم هذا العيد، وكل عام ونحن إلى الله أقرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى