شهداء حكومة البناء والتغيير… عنوان معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود

عبددالمؤمن محمد جحاف
لم يكن استشهاد رئيس الوزراء اليمني وعدد من رفاقه من قيادات حكومة البناء والتغيير حادثة عابرة في مسار العدوان الإسرائيلي، بل هو محطة جديدة في مسيرة الجهاد المقدس والفتح الموعود، التي يخوضها اليمن كجزء لا يتجزأ من معركة الأمة الكبرى ضد العدو الصهيوني.
لقد جاء هذا الاستهداف الغادر ليؤكد عظمة الموقف اليمني، حيث يقدم الشعب اليمني تضحياته الكبيرة، بما في ذلك قياداته الوطنية العليا، في سبيل الدفاع عن كرامة الأمة ونصرة المستضعفين، وعلى رأسهم أبناء غزة. وهو ما يعكس تكامل الموقف اليمني رسمياً وشعبياً، ويجسد حقيقة أن القضية الفلسطينية ليست شعاراً في اليمن، بل هي التزام دم وموقف صادق مكتوب بالتضحيات.
الحادثة الأليمة لا تزيد اليمنيين إلا صلابة وصموداً واستنفاراً أكبر في معركتهم المقدسة. فاستشهاد قيادات وطنية خدمية، مثل وزراء في مواقع مدنية، لم يمنع العدو من ارتكاب جريمته، بل كشف مجدداً أن الاحتلال الصهيوني يستهدف كل ما هو وطني، وكل ما يمثل إرادة الشعوب الحرة. إن استهداف حكومة البناء والتغيير هو في جوهره استهداف للشعب اليمني كله، لأنه استهداف للقرار المستقل والهوية الوطنية الصلبة.
كما أن هذه الجريمة تضيف فصلاً جديداً إلى السجل الدموي الأسود للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل جرائمه في غزة عبر قتل الأطفال والنساء والمدنيين العُزّل، ويمتد إجرامه إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران، في محاولة لإخضاع المنطقة بأسرها عبر الإرهاب والوحشية. إن رصيد هذا العدو لم يكن يوماً إلا الإجرام، وهو ما يثبت مرة بعد أخرى أن وجوده يشكل الخطر الأكبر على الأمة بكل شعوبها وأقطارها.
في المقابل، يؤكد الشعب اليمني من خلال دماء قادته أن معركته مع هذا العدو هي معركة مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية، تستند إلى الثوابت والقيم. فالموقف اليمني ليس خياراً سياسياً عابراً، بل هو خيار استراتيجي مستند إلى وعي عميق ورؤية واضحة، تدرك أن الصراع مع هذا الكيان هو صراع وجودي، وأن الوقوف في خندق واحد مع فلسطين وغزة واجب لا يقبل المساومة.
إن استشهاد رئيس الوزراء وعدد من الوزراء العاملين في المجالات المدنية يكشف للعالم أن العدو الإسرائيلي لا يفرّق بين قائد سياسي ومدني بريء، ولا يحترم مواثيق أو التزامات دولية. لكنه في الوقت ذاته يعكس أن اليمن حاضر في قلب المعركة الكبرى للأمة، وأن تضحياته تتكامل مع تضحيات غزة وسائر جبهات المقاومة في المنطقة.
وبينما يحاول العدو ضرب الإرادة اليمنية، يخطئ التقدير مرة أخرى؛ فدماء الشهداء ستزيد الشعب اليمني إصراراً على المضي في المسيرة الجهادية، وصبراً وثباتاً على مواقفه حتى يتحقق وعد الله بالنصر والفتح المبين.