المقالات

ذكرى مولد قائد الأمة، وحال أمته اليوم

 

أرياف سيلان

نحتفل بذكرى مولد من أخرج البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الحرية والعزة،مولد من أعز الله البشرية على يديه وصنع أمة من لا شيء، من بنى دولة إسلامية عظمى وجعلها هي المهيمنة على الأعداء،ذكرى مولد من أجلى اليهود استجابة لنداء امرأة استغاثت بالمسلمين، وماأكثر الأعراض التي تُنتهك اليوم دون مُجيب!

تأتي مناسبة المولد النبوي لهذا العام وحال الأمة ليس كحالها في عهد رسول الله، فقد أصبحت في حالة يُرثى لها من خنوع بين الأمم، فلم تعد تتواجد تلك الأمة الواحدة التي تواجه عدو واحد، فقد أصبحت مُمزقة، جزء منها يرضخ ويسعى للتقرّب من الشيطان والإرهاب، وجزء متخاذل ذليل واهن، وجزء مقاوم مجاهد مقاتل في سبيل الله من أجل نصرة الدين والقضية والمظلومين في كل بقاع الأرض.
نحتفل بذكرى مولد رسول الله ببهجة تعم أرواحنا بقدر ما فيها ألم لما يحدث في غزة، وغضباً من الأمة الواهنة العاجزة بسبب الجُبن المخيم عليها،وذلك بسبب الابتعاد عن منهج رسول الله المستمد من توجيهات الله وقرآنه العظيم.

تأتي مناسبة المولد النبوي في ظل ما تعيشهُ غزة هاشم اليوم، من نسفٍ للأحياء المدنية والمنازل على رؤوس ساكنيها ومجاعة وإبادة جماعية، غزة تئن لما تتعرض لها من مأساة تبكي لها ذرات الأرض والسماء،تكاد الحجارة أن تنطق لهول مايحدث أمام مرأى ومسمع وصمتٍ من أمة العار،وهذا لايليق بتاريخ الأمة وكرامتها.

الصمت المخزي لأمة محمد اليوم ليس من قلة عتاد أو عجزٍ عسكري وإنما ضعف الثقة بالله والابتعاد عن البينات والهدى ومعاداة سفينة نجاة العصر (آل البيت) وتولّي اليهود وجعلهم أصدقاء ومن الؤمنين خصومًا وأعداء!
أكثر من ملياري مسلم ولكنهم غثاء كغثاء السيل، لايحركون ساكناً ولا ينتصرون لروح تزهق أو دم يُسفك أو عرض تُنتهك كرامته، أمةٌ عمل اليهود على شرذمتها وتقسيمها كيفما شاء، والآن يعمل على احتلالها دون ردة فعل من حكامها وشعوبها إلا من رحم الله.

حُكامٌ كالأنعام بل أضل، لايفقهون في شيء، ماهم إلا أدوات وضعها الأعداء لتحقيق أهدافهم المرسومة، يعملون مايُملى عليهم من قبل أسيادهم أمريكا والغرب، يظهرون بأنهم عرب ولكن غزة من عرّت وجوههم وكشفت أقنعتهم وفضحت زيفهم وأبانت كم هم متصهينين يسعون جاهدين لخدمة الصهائنة مقابل البقاء على الكراسي، لكنهم لايعلمون بأن الدور سيأتي عليهم واحداً واحدًا وأن الخنوع لن يفيدهم وأنهم سيندمون.

هي اليمن من أمة محمد من تتوق شوقاً للمولد وقد سبق احتفالها الصواريخ والمسيرات إلى عمق العدو،لتقدم النموذج الإيماني العظيم الذي تنهجه وتثبت لرسول الله في ذكرى مولده بأن مناصريه الأنصار باقون على العهد وماضون على النهج في نُصرة دين الله والمظلومين، وإن قُصفت أو حوصرت، وإن قدمت شهداء فهذا لن يثني الشعب اليمني عن موقفه، فكل قطرة دم سُفكت بدون تحرك منا، سنُسأل عنها أمام الله وسيلعنا التاريخ.
أخيراً: المولد النبوي محطة وفرصة عظيمة لتذكير المسلمين بالنعمة الإلهية الأعظم، التي توحد الأمة تحت راية واحدة وقائد واحد وعدو واحد، وتبقي الأمة محصنة من كافة أنواع الرضوخ والتطبيع، وتجعل الأمة ذات كرامة وعزة يهابها الأعداء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى