تقارير وحوارات

الوعي القرآني يحطم المشروع الصهيوني لضرب التماسك القبلي والمجتمعي في اليمن

حاولات حثيثة لاختراق نسيجها الاجتماعي وإضعاف قواها الوطنية، ضمن مخططات إسرائيلية وغربية تستهدف تفكيك الجبهة الداخلية، عبر أدوات التطبيع والولاءات المدفوعة من بعض العواصم الخليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات.

 

القبيلة اليمنية، التي مثّلت على مرّ التاريخ العمود الفقري للهوية الوطنية والمقاومة الشعبية، وجدت نفسها اليوم في قلب الاستهداف الصهيوني، ضمن مشروع يسعى لضرب التماسك الاجتماعي اليمني، عبر شراء ذمم بعض المشائخ، ودفعهم لتبنّي خطاب سياسي يتناغم مع مشاريع الاحتلال والتطبيع، هذا التقرير يسلّط الضوء على مخطط العدو الإسرائيلي لاختراق القبيلة اليمنية، وتفاصيل الدعم الخليجي الممنهج له، ومحاولات شراء الولاءات القبلية، ودور المشائخ المرتزقة الذين فرّوا إلى الخارج بعد كشف المشروع وتفكيكه من قبل الأجهزة الأمنية.

ويرصد التقرير أيضًا ما تداولته وسائل الإعلام العبرية بشأن هذه التطورات، وكيف عبّرت عن قلق غير مسبوق من الدور اليمني المتصاعد، سواء على المستوى الشعبي أو العسكري، في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه في المنطقة.

في الوقت الذي تسعى فيه قوى الهيمنة إلى إخضاع اليمن عبر البوابة القبلية والإعلامية والسياسية، يُظهر الواقع أن القبيلة اليمنية باتت اليوم في مقدّمة جبهات الدفاع عن السيادة والاستقلال، وشريكًا فاعلًا في المواجهة الإقليمية ضد المشروع الصهيوني الأمريكي.

 

مخطط الاختراق .. شراء الولاءات وتفتيت التماسك القبلي

تفاصيل خطة العدو الإسرائيلي  التي تسرّبت عبر وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفة “معاريف” وموقع “ديبكا” الاستخباري  تشير إلى أن الكيان الصهيوني كان يستهدف القبائل اليمنية باعتبارها الحاضن الاجتماعي الرئيسي للمقاومة والداعم الشعبي الأول للقوات المسلحة اليمنية، المخطط اعتمد على أدوات متعددة، أبرزها ،التمويل الخليجي المباشر ، خاصة من قبل السعودية والإمارات يهدف إلى شراء ولاءات بعض المشائخ المحسوبين على التيار العفاشي المرتهن للتحالف، في محاولة لزعزعة الهوية الوطنية عبر حملات تضليل ومؤتمرات مشبوهة خارج البلاد.

هذه التحركات قوبلت برفض واسع داخل القبيلة اليمنية، ما أدى إلى فشل المخطط بعد فضحه من قبل الأجهزة الأمنية اليمنية التي تعقبت مسارات التمويل وعلاقات الارتباط الخارجية.

 

هروب المشائخ المرتزقة .. وانكشاف الواجهة

عقب تفكيك الشبكات المرتبطة بالمخطط، فرّ عدد من المشائخ المتورطين إلى الخارج، متخذين من الرياض وأبو ظبي وعواصم أخرى ملاجئ آمنة، ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هؤلاء المشائخ حاولوا تشكيل واجهات سياسية في المنفى، إلا أن افتقارهم للقاعدة الشعبية والشرعية القبلية أجهض مساعيهم سريعًا.

 

العدو الإسرائيلي يراقب ذهب نساء اليمن

في سابقة لافتة، أبدت وسائل إعلام ومراكز بحثية تابعة للعدو الإسرائيلي اهتمامًا غير معهود بالمشهد الاجتماعي اليمني، تحديدًا بالدور الفاعل الذي تؤديه النساء اليمنيات من مختلف المحافظات والقبائل في دعم القوات المسلحة اليمنية عبر التبرعات بالذهب والأموال، وتسيير القوافل الداعمة للمقاتلين في الجبهات.

ويُعد هذا التركيز من قبل العدو تطورًا  خطيراً وغير تقليدي في خطابه الإعلامي، إذ لم يسبق أن خُصصت تقارير وتحليلات لرصد النشاط المجتمعي في اليمن والتحركات النسائية الشعبية، لكن هذه المراقبة تؤكد أن الفشل المتراكم في تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية في المنطقة دفع العدو للبحث عن مكامن القوة داخل المجتمعات المعادية له، خاصة في اليمن، الذي يواصل إعلان مواقفه الداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان.

في تقارير استخباراتية للعدو الإسرائيلي مسرّبة، وُصف هذا التفاعل الشعبي  وخصوصًا من النساء بأنه “علامة على فشل المقاربات الاستخباراتية والعسكرية في فصل المجتمعات عن قضاياها الكبرى”، كما أعربت مراكز أبحاث تابعة للكيان عن قلقها من أن هذا الحراك الشعبي، رجالاً ونساءً ،  يُعزز الجبهة الداخلية اليمنية ويزيد من صلابة الموقف السياسي والعسكري تجاه القضايا الإقليمية، ومنها دعم المقاومة الفلسطينية.

ويقول مراقبون إن اهتمام العدو الإسرائيلي بهذه الظاهرة يعكس خوفًا من نموذج متجذر من الصمود الشعبي، يصعب زعزعته بالحروب أو الضغوط الاقتصادية، فالعدو، الذي لطالما راهن على استغلال الانقسامات الاجتماعية داخل المجتمعات العربية، فوجئ بأن نساء اليمن قادرات على قلب المعادلات وتوحيد الصفوف بذهبهن وكلمتهن، وليس الرجال فحسب .

وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة، لجأ العدو الإسرائيلي إلى تحليل أبعاد هذا التماسك الشعبي ، وخلص إلى نتيجة مفادها أن “النسيج الاجتماعي اليمني لا يزال صلبًا ولم يتفكك كما حدث في دول أخرى، وأن أدوات الاختراق التقليدية باتت عاجزة أمام منظومة قبلية  مجتمعية تعرف جيدًا عدوها”.

ويرى خبراء أن تركيز الاحتلال على الشأن الداخلي اليمني، وخاصة في بعده الشعبي حتى النسائي منه، هو بمثابة اعتراف غير مباشر بفشل السياسات التي اعتمدتها دول غربية وإقليمية في تفكيك الجبهة الداخلية لليمن، كما أنه مؤشر على أن الرهان على الحرب النفسية والإعلامية قد خسر فعاليته أمام وعي جمعي رافض للتطبيع ومتمسك بخيار المقاومة.

 

 رد فعل هستيري من قبل العدو الصهيوني 

في تطور خطير كشف عن مدى انزعاج العدو الإسرائيلي من صمود اليمن ومواقفه المبدئية، شنت طائرات العدو الإسرائيلي، بشكل مباشر  عبر غرف العمليات المشتركة مع تحالف العدوان ، عدوانًا استهدف مواقع في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، في رسالة اعتبرت بمثابة تصعيد صهيوني يستهدف القيادة اليمنية وحكومتها الرافضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية.

 

محاولة اغتيال سياسي وميداني

استهداف مقار حكومية ومواقع مدنية بصواريخ “ذكية” خلال هذا التوقيت،هو محاولة فاشلة  لـ”اغتيال سياسي وميداني للقيادة الوطنية في اليمن الرافضة للعدوان الصهيوني على غزة وكل أشكال التطبيع معه، خاصة وأنه جاء في أعقاب مواقف معلنة عبرت عنها القيادة اليمنية بشأن الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ودعواتها المتكررة لوقف العدوان على غزة.

علّقت صحيفة “جيروزاليم بوست” على الحدث، معتبرة أن “اليمن بات يمثل جبهة تهديد متصاعدة”، وأشارت إلى أن الخطاب اليمني الديني المرتبط برفض الهيمنة الصهيونية بات يؤثر في وعي الشعوب العربية، ويشكل خطرًا استراتيجيًا على مشروع التطبيع في الخليج والمنطقة.

 

ذكرى المولد النبوي الشريف .. حدث أزعج العدو الصهيوني

بحسب تقارير عبرية وعربية، فإن الرسائل التي حملتها الفعاليات الجماهيرية اليمنية، والتي رفعت فيها صور القدس وشعارات “الصرخة”، كانت كافية لإثارة جنون الكيان الصهيوني، الذي اعتبر المشهد الشعبي في كل المحافظات، رسالة تحدٍّ مباشرة لكيانه ولحلفائه في المنطقة.

وقد أعرب محللون صهاينة عن قلقهم من التحوّل العقائدي الذي تشهده الهوية السياسية في اليمن، والتي باتت تربط بين إحياء المناسبات الدينية الكبرى وبين مناهضة الاستعمار والتطبيع، وهو ما اعتبروه “وقودًا أيديولوجيًا طويل المدى للمقاومة اليمنية”.

 

القوات المسلحة اليمنية تردّ بعمليات موجعة ضد أهداف حساسة في عمق الكيان الصهيوني

لم يمرّ العدوان الإسرائيلي على اليمن مرور الكرام، فقد جاء الرد سريعًا وحاسمًا من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أعلنت تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية والمؤثرة ضد أهداف عسكرية واستراتيجية داخل العمق الصهيوني، في تصعيد محسوب وموجّه بعناية

وفي بيان رسمي صادر عن الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، تم التأكيد على أن العمليات طالت مواقع حساسة تم اختيارها بدقة، وتم تنفيذها بواسطة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة بعيدة المدى، بعضها من طرازات لم يُكشف عنها سابقًا.

وأضاف البيان أن هذه العمليات تأتي في سياق الرد المشروع على العدوان الإسرائيلي المباشر ضد الأراضي اليمنية، وعلى محاولات الكيان الصهيوني المساس بالسيادة الوطنية والهوية العقائدية للشعب اليمني.

كما شددت القيادة اليمنية على أن العمليات ستتواصل وتتوسع حتى يتم الانسحاب من غزة ورفع الحصار عنها ،  مؤكدة أن زمن الاستهداف دون تكلفة قد ولى إلى غير رجعة.

 

الإعلام العبري يكشف التفاصيل .. “فشل استراتيجي”

في تغطيات متتالية، وصفت بعض وسائل الإعلام العبرية  مثل قناة “كان” العبرية ما جرى بأنه “فشل استراتيجي لإسرائيل في اليمن”، معتبرة أن القبيلة اليمنية تمثل “الحصن الأصعب اختراقًا في خارطة النفوذ الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.

كما أشارت تقارير أخرى إلى أن الدعم القبلي للمقاومة اليمنية، بما في ذلك استمرار رفد الجبهات بالمقاتلين والعتاد، يضعف قدرة التحالف على تحقيق أي اختراق سياسي أو عسكري في العمق اليمني.

قناة “12” الإسرائيلية، أقرت بصراحة أن الضربات اليمنية لم تعد رمزية أو إعلامية، بل أصبحت تشكل تهديدًا فعليًا للأمن القومي الإسرائيلي، خاصة مع اتساع مدى الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، ونجاح بعضها في تجاوز أنظمة الدفاع الجوي.

 

خاتمة

أظهرت القبيلة اليمنية صلابة غير مسبوقة، إذ لم تكتفِ فقط برفض الاختراق، بل أعلنت عبر بيانات رسمية ومواقف موثقة دعمها الكامل للقوات المسلحة اليمنية في معركتها ضد العدوان.

إن ما جرى خلال الفترة الماضية يثبت أن القبيلة اليمنية ليست فقط كيانًا اجتماعيًا تقليديًا، بل هي ركيزة وطنية ثابتة تقف اليوم في مقدمة الصفوف دفاعًا عن السيادة والاستقلال، وبينما تُحاك المؤامرات لتفتيت هذا الكيان العريق، يثبت اليمن – بكل مكوناته – أن الهوية لا تُشترى، والولاء لا يُباع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى